فتَّشتُ عنْ جسمِ الحسينِ
سنة 2010
قُرِئتْ على وجْهِ السَّماء ِ دموعُ=والعشقُ فيمنْ ذابَ فيهِ ربيعُ
كمْ شبَّ في قلبِ الطفوفِ زلازلاً= ولديهِ مِنْ سُبل ِ الجراح ِ ربوعُ
هذي هيَ الآلامُ في طاحونِهِ= والكونُ فيهِ مُمزَّقٌ مفجوعُ
وعلى مآذنِهِ الحزينةِ كربلا= وعليهِ مِنْ غصص ِ البلاء ِ فروعُ
يَمشي على جرح ِ الإباء ِ تلاوةً= ولهُ على لغةِ الفداء ِ صُدوعُ
ولهُ بأوطان ِ الجَمَال ِ تدفُّقٌ= ولهُ بروح ِ العارفينَ زروعُ
إنِّي رأيتُ الطَّفَّ قصَّةَ دمعةٍ= ونزيفُها بينَ الحروفِ سريعُ
فتَّشتُ عنْ جسم ِ الحسين ِ وما لهُ=مِنْ بعدِ ترضيض ِ الخيول ِ ضلوعُ
وسيوفُ آل ِ أميَّةٍ لم تنطفئْ= ولها على الصَّدرِ الشَّريفِ طلوعُ
والسَّهمُ يقرأ في الرضيع ِ ولم يزلْ=حتى تهاوى في الصُّراخ ِ رضيعُ
والنَّارُ تلعبُ في المخيِّم ِ والضِّيا=لسياط ِ أعداء ِ الهدى مدفوعُ
ووقفتُ والرأسُ المقدَّسُ نازفٌ= وعليهِ مِنْ وحي الجَمال ِ سُطوعُ
والنَّحرُ قرآنٌ تمزَّقَ في يدٍ=هيهاتَ يبقى في الخريفِ ربيعُ
وصُراخُ أطفال ِ الحسين ِ بمسمعي=بسياط ِ أسفل ِ سافل ٍ مقموعُ
هذي الرؤوسُ على الإباء ِ تجمَّعَتْ=ومقامُها بيدِ السَّماء ِ رفيعُ
الغاضريَّة ُ كلُّها في أضلعي= وعلى لساني بالنَّحيبِ تُذيعُ
وعلى الصَّلاةِ تسيلُ نزفاً لاهباً= وعلى دعاء ٍ تشتري وتبيعُ
هذي طفوفُكَ في مرايا أدمعي= وصداكَ فتحٌ للجراح ِ فظيعُ
غيرُ الوقوع ِ على البطولةِ لم تقعْ= وعلى البطولةِ يستلذ ُ وقوعُ
أنتَ الإباءُ ولا لسافلةِ الهوى=قد ينحني مِنْ جانبَْيكَ ركوعُ
أنتَ التفاتة ُ كلِّ عصرٍ شامخ ٍ= وإليكَ يرقى في الجَمَال ِ بديعُ
أنتَ الطريقُ إلى النجاةِ وكلُّ مَنْ=لمْ يلتجئِْ ليدِ الحسين ِ يضيعُ
هيهاتَ يقربُنا الصَّقيعُ وعشقُنا=قد ذابَ فيهِ مِنَ الحسين ِ صقيعُ
إنِّي وصلتُ إلى جمالِكَ فاختفى=للقلب ِ مِنْ بعدِ الوصال ِ رجوعُ
قد نالَ حرفي مِنْ مقامِكَ رفعةً=وهو الذي قبل المنال ِ وضيعُ
أنا لم أنلْ ضيقاً وأنتَ معي هنا=دربٌ بهِ صدرُ الحياةِ وسيعُ
إنَّا نحبُّكَ يا حسينُ وحبُّنا=تكتظ ُّ فيهِ مِنَ الزِّحام ِ جموعُ
هامَتْ بحبِّكَ سيِّدي أرواحُنا=وضلوعُنا هيَ في يديكَ شموعُ
أنا ما لبستُ الدِّرعَ إلا حينما=صُنِعَتْ ومِنْ عشق ِ الحسين ِ دروعُ
كلُّ الوجودِ أمامَ قدرِكَ خادمٌ=وأمامَ قلبِكَ عاشقٌ ومُطيعُ