الشاعر / قاسم العابدي | العراق (الديوانية) | البحر الكامل
أعطاكَ معنًى في الحياةِ لتطلِقَه=ماذا ستمنَحُهُ وعُمرُكَ زنبقَة؟
أعطاكَ ضوءًا إذْ فؤادُكَ مظلمٌ=ورمى بأفقِكَ ذاتَ حبٍّ منطِقَه
أعطاكَ تمتمةَ السّلامِ بلمسةٍ =وأبى بأنْ تغدوَ حياتُكَ مشنقَة
أعطاكَ سترَ العيبِ في بُردِ الإبا=إنَّ الكرامةَ في الإباءِ موثّقَة
حتّى إذا لم تبقَ غيرُ دمائِهِ=أعطاكَها كي بالدماءِ تصدِّقَه
وكأنّني فيهِ بسورةِ نينوى
يتلو قرائينَ الصمودِ
ليغترفَ منهُ الوجودَ مبادِئا
تبقى على هامِ السّنينِ
نقاوةٌ ويقولُ في ذاكَ النداءِ
هل من نصيرٍ والصحابُ توزّعتْ أشلاؤهُم ما بينَ حدِّ الباكراتِ وبينَ
أطرافِ الرماحْ
هل من نصيرٍ والشبابُ تبعثرَتْ أجزاؤهم مثلَ الورودِ تقاذفتْ وسطَ الرياحْ
هل راجيًا يرجو الإلهَ بنصرةِ الدينِ المقدّسِ إذ غدتْ منهُ المحارمُ تستباحْ
من ذا أنادي والصحابُ تبعثرتْ أشلاؤهم كوريقةٍ قد مرَّها فصلُ الخريفْ
فغدوا كما الأطلالِ يعصفُ فيهمُ الدهرُ الخؤونْ
هل من شريفٍ في زمانٍ مُزِّقت فيهِ العهودُ
وزُوِّرَتْ عمدُا به كتبُ الحقيقةِ والوعودْ ؟
لكنّما مهما يُزوِّرْ هؤلاءُ ويقلبوا وجهَ الحقيقةِ
تبقى الحقيقةُ مثلَ شمسٍ قد تغشّتْها السُحبْ
هو صفحةٌ بيضاءُ في زمنِ
الحروفِ الداكنة
خُطَّتْ بكفِّ القدرةِ العليا
لتختبرَ الإرادةَ والضمير
فمضَتْ لتصنعَ مِنْ شظاياها
لربِّ الكونِ بوصلةَ المصير
هو لمحةٌ من عالمِ المُثلِ الذي
شاءَ الإلهُ بأنْ يُريهِ عبادَهُ
كي يختبرَ فيهِمْ تعلقَهُم بأوردةِ الحقيقة
هو محورُ الأيامِ كانَ ولا يزاُل
فسمِّهِ إنْ شئتَ يا قلبي الحسينَ
أو سمّهِ إن شئتَ عينَ اللهِ في هذا الوجود