قال سليم قلت يا سلمان
السيد محمد مهدي القزويني
[[1]] قال سليمٌ قلتُ يا سلمانُ=هل دخلوا ولم يكُ استئذانُ
[[2]] فَقَالَ إِي و عِزَةِ الجبارِ=وما على الزهراءِ من خمارِ
[[3]] لكنها لاذتْ وراءَ البابِ=رعايةً للسترِ والحجابِ
[[4]] فمُذ رَأَوها عصروها عصره=كادت بنفسي أن تموتَ حسره
[[5]] نادت أيا فضةُ أسنديني=فقد وربي أسقَطُوا جَنِينِي
[[6]] فَأسقَطَت بنتُ الهدى وا حزنَا=جَنِينَها ذاكَ المسمَى مُحْسِنا
[[7]] أتُضْرَمُ النارُ بِبَاب دَارِها=وآيةُ النُورِ على منارِها
[[8]] وبابُها بابُ نبيِ الرحمةْ=وبابُ أبوابِ نجاةِ الأمة
[[9]] بل بابُها بابُ العليِ الأعلى=فثَمَ وجهُ اللهِ قد تجَلَى
[[10]] فاكْتَسَبُوا بالنارِ غَيرَ العارِ=ومن ورائِهِ عذابُ النارِ
[[11]] ما أجْهَلَ القومَ فإن النارَ لا=تُطْفِأُ نورَ اللهِ جَلَ وعلى
[[12]] فاحْمرَتِ العينُ وعينُ المعرفةْ=تُذْرَفُ بالدمعِ عَلى تلك الصِفَةْ
[[13]] ولا يُزيلُ حُمْرَةَ العَينِ سِوى=بِيضُ السُيوفِ يومَ يُنْشَرُ اللِوا
[[14]] وللسياطِ رَنَةٌ صَدَاهَا=فِي مَسْمَعِ الدَهْرِ فَمَا أَشْجَاهَا
[[15]] والأَثَرُ البَاقِي كَمِثْلِ الدُمْلُجِ=في عَضُدِ الزَهْرَاءِ أَقْوَى الحُجَجِ
[[16]] ومن سَوَادِ مَتنِهَا اسْودَ الفضا=يا ساعدَ اللهُ الإمامَ المرتضى
[[17]] ووَكزُ نَعلِ السَيفِ فِي جَنْبَيْهَا=أتَى بِكُلِ مَا أَتَى عَليها
[[18]] ولَسْتُ أَدْرِي خَبَرَ المِسْمَارِ=سَلْ صَدْرَهَا خِزَانَةَ الأسْرارَ
[[19]] وفِي جَبِينِ المَجْدِ ما يُدْمِي الحَشَا=وهَلْ لَهُمَ إخْفاءُ أمرٍ قد فشا
[[20]] والبابُ والجِدَارُ والدِمَاءُ=شُهُودُ صِدْقٍ مَا بِهَا خَفَاءُ
[[21]] لَقَدْ جَنَىْ الجَانِي عَلَى جَنِينِها=فَانْدَكَتِ الجِبَالُ مِنْ حَنِينِها
[[22]] أَهَكَذَا يُصْنَعُ بِابْنَةِ النَبِي=حِرْصًا على المُلكِ فَيَا لِلْعَجَبِ
[[23]] أَتُمْنَعُ المَكْرُوبَةُ المَقْرُوحَه=عَنِ البُكَاءْ خَوْفًا مِنَ الفَضِيحَةْ
[[24]] واللهِ يَنْبَغِي لَهَا تَبْكِي دَمَا=مَا دَامَتِ الأَرْضُ ودَارَتِ السَمَاءْ
[[25]] لِفَقْدِ عِزِهَا أبِيهَا السَامِي=ولِاهْتِضَامِهَا وذِلِ الحَامِي
[[26]] لَكِنَ كَسْرَ الضِلْعِ لَيْسَ يَنْجَبِرْ=إلا بِصِمْصَامِ عَزِيزٍ مُقْتَدِرْ
[[27]] إِذْ رَضُ تِلْكَ الأَضْلُعِ الزَكِيَةْ=رَزِيَةٌ مَا مِثْلُهَا رَزِيَةْ