وعشقتُ في مطرِ النَّجاةِ سحابةً = تنمى إلى أفقِ الجلالِ و ترصُدُ
قطراتُها كَربٌ تعملقَ آيُها = لما تكاثفَ بالرَّزايا المشهَدُ
جُبلَتْ على الأرزاءِ حين تمازجتْ = و الطهرَ ، أبدتْ روعةً تتعسجدُ
كُلُّ الحنايا في نشيجٍ دائمٍ = و الروحُ صلَّى في ذُراها المسجدُ
عَرَجَتْ إلى آلائِهِ آيُ النَّدى = و مُجلبباً في روحِهِ ما يسعِدُ
في كُلِّ لحظةِ آهَةٍ كانَ الرَّدى = يُهدي لنبضِهِ ما يُقدِّسُهُ الغَدُ
ودَّعتُ حُسنَ روائعٍ حسنيَّةٍ = كان الجلالُ يحفُّها و يُجدِّدُ
و أعودُ و الدَّعَواتُ فوقَ شفاهِنا = إنَّا إلى ضَوءِ الشَّذا نتودَّدُ
ليلاهُ ناديةٌ بمحكمِ نبضِهِ = ليرى بباسمةَ النقا يتوسَّدُ
وعَليَّ ذاتٍ كان يرقُبُ فجرَهُ = ليقول لليلاتِ ضوؤكِ أرغَدُ
خالٍ من الأحقادِ ذاكَ فُؤادُهُ = مُتدثِرٌ بالنُّورِ حيث يُخلََّّدُ
صدِّيقةٌ روحٌ تبسُّمُها الهدى = الله أيَّ تبسُّمٍ سيُغَرِّدُ
حفَّتْ به أشذاءُ آلِ مودتي = تُهدي إليه جمالَ ما يتورَّدُ
مُتزينبٌ فيه الوداعُ وما أرى = إلا ربابَهُ بالفيوضِ تجدِّدُ
زهراءُ رحمتِهِ يُعتِّقُ نبضَها = من نظرةٍ وهي الحنانَ تُجسِّدُ
و بتولَةُ الرَّحَمَاتِ تتلو سُورةً = من محكمِ الأحزانِ كانت تسجدُ
آياتُ روعتهِ سحابةُ ألفَةٍ = أمطارُها باسمِ النَّقاءِ سترعُدُ
فُطِمَتْ على الأوجاعِ روحُ قصيدتي = و هُنا على اسم الحُبِّ آهِيَ تصْعَدُ
و أعودُ و الدمعات أدمت خافقي = ربَّاه أيَّ مَآثِرٍ سنعدِّدُ ؟!
و تبتَّلتْ في عُمقِ دمعتِنا رُؤىً = أهدتْهُ للجنَّاتِ و هو مُمجَّدُ