فتنة التحكيم
الجزء الثاني: الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام
لكنما « الخوارجُ » الجهّالُ= تمردوا ونهجُهم ضلالُ (1)
وصرخوا نحن نريد الحَكَما= من العراق حيث تحقنُ الدما
« الاشعريَّ » شيخنا الكبيرا= والقاضيَ المجرّبَ الأميرا
فرفض الإمام رأي الناسِ= ورشّح ابنَ عمه العباسِ
لكن أبى الخوارجُ العتاةُ= وارتفعت بالهرج الأصواتُ
وسُلّتِ السيوف قائلينا := لابد ان ترضى بما رضينا
فسكت الإمامُ خوفَ الفتنه= ولم يجب رغم عظيم المحنه
وجاء أهلُ الشام بابن العاصِ= يرون فيه منفذ الخلاصِ
فاجتمع الأثنان حيث الاجلُ= يضمهم وادٍ يُسمّى « الجندلُ »
وخدعَ « ابنُ العاص » أَشعريّها= ينفثُ فيه سُمَّها وغَيَّها
فخُلع الامامُ فوق المنبرِ= وسط وجوم الأُمةِ المعبّرِ
وأثبتَ ابنُ العاص ما أرادا= وشاد في خدعتهِ ما شادا
حكمَ أمية وقتلَ الدينِ= بسيف جاهلية ملعونِ
فرجع الجيشان : هذا مختلف= وذاك عاد لابن هندٍ مؤتلف (2)
أمّا عليٌّ ففؤادٌ دامِ= لضيعةِ الأَمّة والاسلامِ
عاد الى « الكوفةِ » كي يراها= بائسةً تغرق في أَساها