شمائلُ الحسين عليهالسلام
الجزء الخامس: الإمام الحسين بن علي عليهالسلام
ملامحُ النبيِّ فيهِ باديّهْ= شفاهُهُ والمقلتانِ الحانيَهْ
قالَ أبوهُ : مَنْ أرادَ أنْ يَرى= وجهَ النبيِّ الطاهرَ المُطهّرا
فَلْيَنظُرِ الحسينَ في صفاتهِ= وهديهِ وعلمهِ وذاتهِ
طلعتُهُ كَالبدْرِ حينَ يُشرقُ= ووَجْنَتاهُ مِثْلُ أُفق يَبرقُ
هَيبتهُ تَعنُو لها الجِباهُ= ولمْ تكنْ عِندَ فَتىً سِواهُ
لقَّبَهُ الرسولُ بالشهيدِ= والطيّبِ المباركِ الرَّشيدِ
والسبطِ والصبورِ عندَ المحنَهْ= وسيدِ الشبابِ عندَ الجنَّهْ (1)
يَحُطُّ فوقَ مهدهِ جِبريلُ= يَبكي على بُكائِه الرَّسولُ
يَحمِلهُ دوماً على منْكَبِهِ= يقول : أنَّ حبّهُ منْ حبِّهِ
حُسينُ منّي قالها المختارُ= وإنَّني مِنهُ وذا فخارُ (2)
ودّرجّ الحسينُ نحوَ السؤدَدِ= منْ فاطم يَعْدو الى محمّدِ
يسمعُ همسَ الذِّكْرِ والتنزيلِ= والآيِ مِنْ رَبِّ السما الجليلِ
يجسِّدُ القرآنَ في خصالهِ= فهوَ شبيهُ أحمد مِنْ آلهِ
حتّى اذا ما رحلَ النبيُّ= وفاطِمٌ واهتُضِمَ الوصيُّ
صَبّتْ عليهِ جامَها المصائِبُ= واستفردَتْ بروحهِ النوائِبُ
لكنَّهُ واجَهَها بالصبْرِ= وجرأةِ الفتى الشجاعِ الحرِّ (3)
وتحتَ رايةِ الوصيِّ سارا= للحربِ يُطْفي باللهيبِ نارا
يقتحمُ الصفِّ غَداةَ « الجَمَلِ »= ويومَ « صفِّينَ » يُناديهِ « عَلي »
عُدْ كَي يَظلَّ النسبُ المُطهرُ= كالنورِ يهتدي اليهِ البشَرُ (4)
وعايشَ المحنةَ والمصاعِبا= حتى هوى الوصيُّ جُرحاً غاضِبا
مُتَّبِعاً وصيةَ الإمامِ= مُبايعاً للحسنِ الهُمامِ
وحينَ تمَّ الصلحُ كانَ صابرا= وظلَّ للزكيِّ صوتاً ناصراً (5)
حتّى قضى السبطُ الزكيُّ سُمّا= باتَ الحسينُ مكمداً مهتمّا