موقف الحرّ
الجزء الخامس: الإمام الحسين بن علي عليهالسلام
« والحرُّ » كانَ حاضراً في الموقفِ= يسمعُ مِنْ سبطِ النبيِّ الأشرفِ
فقالَ هلْ تقاتلوهُ « يا عُمَر »= وهو بقيةُ الكرامِ مِنْ « مُضَر » ؟
فردَّ إي والله بلْ قتالُ= أيسرُهُ أنْ تسقطَ الأَوصالُ
فغادرَ « الحرُّ » إلى الحسينِ= مُطَأْطِئاً وخاشعَ العينينِ
وكانَ مِنْ أشجعِ أهلِ الكوفَهْ= له بها مواقفُ موصوفَهْ
يقولُ قدْ خيّرتُ نفسي الآنا= أنْ أدخلَ النارَ أو الجِنانا
لا لستُ أختارُ على الجنانِ= دنياً تردّتْ في يدِ الشيطانِ
وخاطبَ الحسينَ هلْ مِنْ توبَهْ= لمُذنب مُكبّل بالحَوبَهْ ؟
أنا الذي جَعْجعتُ بالنساءِ= وسُقتُ رَكبكمْ لكربلاءِ
قالَ الحسينُ تُبْ يَتُبْ ربُّ السما= عليكَ فاستبشِرْ بموتِ الكُرَما
فاتّجهَ « الحرُّ » إلى القتالِ= مُخاطباً يدعو إلى النزالِ
« إنّي أنا الحرُّ ومأوى الضيفِ= أضربُ في أعناقكمْ بالسيفِ
عَنْ خيرِ مَنْ حلَّ بأرضِ الخيفِ= أضربكمْ ولا أرى مِنْ حَيفِ » (1)
إني انا الحُرُ ونجلُ الحُرِ= أشجعُ من ذي لبدٍ هزبرِ
ولستُ بالجبانِ عند الكرِ= لكنني الثابتُ عند الفَرِ
فصاحَ « عُمَرٌ » بالرجالِ ويلكُمْ= أتعلمونَ منْ يردُّ سيلكُمْ
أُولاءِ أهلُ المصرِ والبصائرِ= والمسْتميتونَ ذَوو المفاخرِ
فَلا تُبارزوهُم وحْدانا= بل املأوا عليهمُ المَيدانا
فحملَ الطغاةُ نحوَ الميمنَهْ= رماحُهم بخزيهِمْ مسنَّنهْ
فردّهمْ أهلُ الثباتِ البررَهْ= وصرعوا منهمْ رجالاً فجَرَهْ
فرجعوا بالعارِ والشتاتِ= وحملوا مِنْ جانبِ الفراتِ (2)