عهد المهدي
الجزء التاسع: الإمام الكاظم عليهالسلام
وبعدما توفي المنصورُ= تغيّرت من بعده الامورُ
وانتقل العهد الى المهديِّ= خليفة بحكمه الغويِّ
فلم يكن بقسوة المنصورِ= ولم يكن ببخله المشهورِ
وهو الذي قد أطلق الرجالا= من سجنه وأرجع الاموالا
مقرباً منه جواري الغنا= ومبعداً عنه التقي المؤمنا
ولم يرث من شرف الاسلافِ= سوى هوى الحقد على الأشرافِ (1)
وفرح الناس بعهد « المهدي »= واستبشروا بجُودهِ والسعدِ
لكنه اسرف في المجونِ= واللهو والعيدان واللحونِ
ولم يكن لنفسه من همِّ= سوى ملذاتِ الهوى والنومِ
فخمرهُ من منزلٍ لمنزلِ= يرقصهُ في الليلِ صوت « الموصلي »
ونجلهُ الفاجر « ابراهيم »= وبنتهُ « عليةُ » تهيمُ
« وجوهر » جارية الغناءِ= تسقيه من خمر ومن صهباءِ
كؤوسهُ من فضةٍ أو ذهبِ= مخالفاً في ذاك سُنةَ النبي
قد عبثت في عهدهِ النساءُ= تفعلُ « بالمهدي » ما تشاءُ
فالخيزرانُ تحكم الامورا= حتى غدا خليفة مأمورا
تمدحهُ كما يريد الشعرا= في كذب مزيفٍ وفي افترا
وهو يصبُ المال دون خوفِ= الى قصيدٍ ضم كل زيفِ (2)