عهد موسى الهادي الجزء التاسع: الإمام الكاظم عليهالسلام
وبايع الطغاة « موسى الهادي »= بالجهل والاطماع والأحقادِ
وكان ذا لهوٍ وذا مجونِ= منغمساً بخمرةِ الفتونِ
عداؤهُ للعلويين غدا= شعارهُ الباقي على طول المدى
فلم يروا كمثله عنيدا= مخالفاً كتابنا المجيدا
اذ قطع الارزاق والعطاءا= وصبَّ فوق الأمة البلاءا (1)
Testing
(1) بعد هلاك محمد بن المنصور المهدي اخذ ولده هارون البيعة لأخيه موسى الهادي
وذلك في عام 169 ه وكان آنذاك الهادي صغيراً عمره 26 سنة كما نقل السيوطي عن
الخطيب البغدادي في تاريخه قوله : لم يلِ الخلافة قبله احد بمثل صغر عمره. تاريخ الخلفاء / 279
وقد حكم سنة وبضعة شهور ، وبحكم كونه صبياً وذا نزعات شريرة عدوانية ، فقد اتسم
زمنه بالقسوة ، والخوف ، والارهاب ، وخاصة على العلويين ، حيث اعاد فترة حكم جده
المنصور في المطاردة والقتل.
قال اليعقوبي :
والح الهادي في طلب العلويين واخافهم خوفاً شديداً وقطع عنهم ما اجراه ابوه المهدي
من الارزاق والصلات وكتب الى الافاق في طلبهم وجلبهم وحبسهم. تاريخ اليعقوبي 2 / 404.
وقد عُرف بالسكر والمجون وحب الغناء كأبيه من قبل وكان مُقبلاً على شرب الخمر حتى
وصفه الجاحظ بقوله : كان موسى الهادي شقي الاخلاق سيئ الظن مقبلاً على اللهو
والمجون والسكر. اخلاق الملوك / 35
ونقل السيوطي عن الذهبي قوله : كان يتناول المسكر ويلعب ويمرح ولا يقيم للخلافة قدراً
وعنده سطوة وكبرياء. كان جباراً وقد اشاع حمل السلاح بين يديه. تاريخ الملوك / 279.
وتشير جملة المصادر المعتبرة انه بالغ كثيراً في ايذاء العلويين والتنكيل بهم وبعد بلاءٍ وعناءٍ
شديدين داما اكثر من سنة اراح الله منه الامة بدعاء الإمام الكاظم عليهالسلام كما سيأتي بيانه
لاحقاً.
قال السيوطي : مات الهادي في سنة 170 ه واختلف في سبب موته فقيل انه مازح نديماً
له فدفعه على اصول قصب قد قطع فتعلق به النديم فدخلت قصبة في منخره فماتا جميعاً ،
وقيل اصابته قرحة في جوفه كما حصل للمنصور من قبل وقيل سمّته امه الخيزران لما
عزم على ابعاد الرشيد هارون عن ولاية العهد ليعهد بها الى ولده. تاريخ الخلفاء / 280