أخلاقهُ وعبادتهُ وعلومه الجزء العاشر: الإمام الرضا عليهالسلام
وهو الذي ينشر علم الدينِ= ويبذل الاموال للمسكينِ
يبكي لدى المحراب حتى الفجر= وصبره ما مثله من صبر
وزهدهُ تعرفه الزهّادُ= وذكره تعرفه العبادُ
وكفه أندى من الغمامِ= تمطرُ بالحب على الانامِ
« الجفرُ » من علومه الخفيه= والطبُ من أسراره المطوية
دانت له الأمةُ بالولاءِ= والحب والتبجيل والثناءِ (1)
Testing
(1) انتقلت الامامة بعد استشهاد الامام الكاظم عليهالسلام لولده الكبير علي الرضا عليهالسلام وقد
دانت له عموم الشيعة بالولاء والطاعة والقبول ، لكنه عليهالسلام واجه مشكلة خطيرة ، وهي
توقف جماعة من شيعته في امامته طمعاً واخلاداً الى الدنيا وابتزازاً لما في ايديهم من اموال
ابيه الكاظم عليهالسلام.
ومن الاحداث التي جرت في عصر الامام الرضا عليهالسلام وازعجتهُ الى حدٍ بعيد هي انتشار
مذهب « الواقفة » بين صفوف الشيعة ، فقد ذهب هؤلاء الى ان الامام الكاظم عليهالسلام حي لم
يمت والسبب في ذلك ان الامام الكاظم عليهالسلام عندما كان في سجن هارون العباسي قد
نصب وكلاء له لجمع الاموال من الحقوق الشرعية ، وقد اجتمعت عند هؤلاء اموال
طائلة ، فلما استشهد الامام عليهالسلام جحدوا موته واشتروا بتلك الاموال ضياعاً ، ودوراً ،
ورفضوا تسليمها الى الامام من بعده ولده الرضا عليهالسلام وقام هؤلاء ببث الدعايات ، وشراء
الضمائر ، واضلال الناس .. لكن الامام الرضا عليهالسلام تصدى لهؤلاء بمختلف الوسائل حتى
انقطع زيفهم وظهر بطلان دعواهم ، بل ورجع بعضهم الى الاقرار بأمامته ، وفي هذا المجال
كتب الامام الرضا عليهالسلام عنهم : الواقف حائد عن الحق ، مُقيم على السيئة ، وان مات كانت
جهنم مأواه وبئس المصير. وقال عنهم ايضاً : انهم زنادقة وكفار مشركون ومن ابرزهم
الحسن بن مهران ، وزياد بن مروان القندي ، وغيرهم.