لقاءُ المأمون
الجزء العاشر: الإمام الرضا عليهالسلام
عظّمه المأمون بأحترامِ= وذاك ما يليقُ بالامام
وصار ما بين يديه خاضعا= وراح يجثو عنده موادعا
أفردَ للامام داراً عامره= زيَّنها بالغرفات الباهره
وأوقد الشموعَ والضياءا= وعطر الابهاءَ والارجاءا
وأمر العبيدَ ان تطيعا= وان تُلبّي أمره جميعا
لكنما الامام ظل صامتا= يئنُّ في السر أنينا خافتا
لما دعاه عنده المأمون= وباح سره بما يكون
فقال : اني قد نويت أمرا= طويتُ اضلاعي عليه سرا
ان اخلعَ الامرَ الذي في عنقي= اليك يا ابن المصطفى البر التقي
فأنت أهلٌ أنتَ للخلافة= من دونما ريبٍ ولا مخافة
خذها فأنت صاحب الامر الرضا= خذها فأنت وارثٌ ممن مضى
فأطرق الامامُ ثم قالا= عذتك بالله بأن تُطالا
هذا كلامٌ لم أجئ لأسمعه= فلستُ ممن يبتغون مطمعه
فاعرض المأمون ثم ردا= ان كان لا بد تولّ العهدا
وكن وليّ عهدي المنتجبا= فأنت من أهل الوفاء والأبا
فامتنع الامام باعتذارِ= وقال ما يليق بالحوارِ
فأنني أطلب ان تعفيني= واستعيذ الله ان تغريني
فانتفض المأمون ثم هددا= لا بد أن ترضى وان تقتصدا
فلم يرَ الامام منه بدا= حين أجابه لما قد ردا