نضب الشعر
مدح الرسول وأهل بيته الأطهار (ع)
من حنايا الضلوع أهنئكم جميعا أخوة الإيمان وأقدم لكم هذه الباقة بمناسبة مولد
رسول الإنسانية محمد صلى الله عليه وآله .
نضب الشعر واستخار الذهابا=وأبى في العناد إلا غيابا
ماله قد تعجل الرحيل سريعا=جد منه السرى فحث الركابا
ما جفاني وصدني قبل هذا=ما تعودت هجره والغيابا
دكني القحط والقريحة غارت=والسنين العِذاب أمسن عذابا
شاخ فكري وناصبتني المعاني=والقوافي تصر تأبى انسيابا
ماله الشعر ما به ما اعتراه=ولِم الهجر هل يطيق اغترابا ؟!
أو بعد اللقا وعشرة عمر=يا عشيقي تناصب الأحبابا !
أو بعدما شارفتُ سن الأرب=عين أراك توصد بابا !
كان من قبل مشرعا كنت دوما=أتغنى به ذهابا إيابا
والقوافي تراودنني كل سع=وأنا مابرحت أفضي الجوابا
دونما موعد ولا طرق باب=كان ما كان أن أريها العجابا
آه يا شعر ما دهاك أجبني=أو ما كان مؤلما ذا العتابا
كيف قرّحت كيف تمضى حثيثا=أم ترى مقتلا هواك أصابا
إذ من الكبر قد بلغتُ عتيا=هل لشيخ بشيبه يتصابى ؟!
ودواتى انحنت كعرجون عذق=فمن الحق أن تصير معابا
أ وبعدما عودها تيبس لأيا=هل تراها تعود يوما شبابا ؟
ربة الشعر طلقتني ثلاثا=لم يعد بينها وبيني انتسابا
لم تعد لى قوى وما بي صمود=أن أخوض الوغى واطوي العبابا
كل فرد له من العزم حد=وخطوط تحرم الإقترابا
غير إني على ذمة العهد أبقى=لا أجر الخطى ولا أتحابى
حيث أبرمتُ صفقة الفوز حكرا=معكم سادتي أجيز الحسابا
يا أبا الكون يا رسول البرايا=سيدي جئت أطرق الأبوابا
لائذا قاصدا قراكم وإني=موقن لن أعود إلا مجابا
يا أبا الغوث يا ملاذي أغثني=من أسى الدهر إن طغى و أنابا
إنها كفك الندية فيضا=لو تراها تمس جرحي لطابا
سكّن الروع وامسح الرأس إنا=ألبسونا من الأسى جلبابا
أنت كهف الأمان أنت حمانا=يا سنا الوحي رقة وانجذابا
رفعتك السماء عنا فصرنا=في لجاج الهوى نموج إضطرابا
نورك الغر أزهر الكون بشرا=ملأ العرش غبطة وانسيابا
رحمة جئت للأنام وأنسا=مثلما الغيث هاطلا صبّابا
سيدي ليس لي من المدح حظ=أنا ما كنت مادحا طنّابا
وأنا لا أحيك شعرا رخيصا=لهوى الحاكمين نعقا نعابا
فمن العار أن تصاغ القوافي=(طنطنات) لتمدح الأذنابا
إنما العشق سيدي قد كواني=وبحضن الولاء شب التهابا
ذا طريقي ومنهجي واعتقادي=رفض القوم أم صفّقوا إعجابا
يا أخ الشعر عن تكن ترتضيني=أطلق الشعر من حشاك انسكابا
فى البهليل والأطايب مجدا=من زكا أصلهم سموا فطابا
سادة الكون أحمد وعلي=والميامين آل طه النجابى
كل من يبتغى سواهم ولاة=ضل فى سعيه ولا شك خابا
كل من بدد القوافي هراء=دونهم فهو قد أصاب انقلابا
والذي ينقلب على عقبيه خاو=فى وحول الردى يضم الترابا
فاز والله من بكم قد تولى=عارفا حقكم وبالعشق ذابا
كل مدح بغيركم فرقعات=ضل طلابه فنالوا السرابا
فاحكر المدح فيهمو وتغن=شاديا عطّر الفضا والرحابا
إن بيتا قباله بيت قدس=عند رب العباد يعلو السحابا
غرفة في فناء ذلك البيت تكفي=فاقبلوني وعرفوني الصوابا
خادما طائعا وما أعظم الفخر=أن تروني أقبل الأعتابا
لن ترى مغنما وفوزا عظيما=مثل ما نلت أو حظيت ثوابا
آل بيت النبي من ذا يداني=فضلهم من يزاحم الأقطابا
فاز ولله من تمسك صدقا=بهمو زاد رفعة ونجابا
هم أساس النظام سر خفيّ=قد تجلى شهادة وغيابا
حبهم واجب وفرض أكيد=وهو في الحشر من يقينا العذابا
خصهم ربهم بكل العطايا=واصطفاهم لدينه نوابا
إنهم علة الوجود ولولا=خلقهم لم يسبب الأسبابا
أجزاء الإحسان يا أمة الشؤم=تنكروهم وتعلنون إنتخابا
لعن الله شانئيهم جميعا=من غووا من تألبوا آلابا
إنه الفحش لفظ (يهجر) لما=قالها قاصدا لها وتغابى
سهمه لم يزل يصوّب حتى=كل وغد لقلب طه أصابا
ذاك من جرأ الأعادي تباعا=وبفتواه قرروا الإغتصابا
هو لا غير حرّض الجرذ (رشدي)=وانبرى يشتم النبي سبابا
والزنيم الرجيم (محفوظ) لما=نال من قدره وغض الخطابا
كذب ما حظى من النجابة شيئا=هل بأهل التقى نساوي الذبابا
زعموا إنه عميد وركن=من خرافاته حوى الآدابا
إدعى أن حرية الرأي هذى=ناصرا نهج صحبه الأعرابا
وهو يدري بهم أشد نفاقا=ما استقاموا وكذبوا كذابا
ليست (الدانمارك) إلا صداه=عجبي للخراف صارت ذئابا
أنا أدري نواصب هم وحتما=فضلات الليوث تغري الكلابا
(يهجرٌ) أمّر العلوج الزواني=في عراق الإباء دكوا القبابا
فخّخّوا فجّروا عثوا وأبادوا=هجموا أسقطوا وشقّوا الكتابا
ملة الكفر وحدة لا تجزأ=طيلة الدهر عصبة تترابى
قبة العسكري رفيّ شموخا=جاوزي المجد رفعة ورحابا
وارتقي بالإباء فوق الثريا=خلّفى تحت ناظريك السحابا
أزعمتم هدمتم القبر محوا=واجتثثتم عراه صار خرابا
أحسبتم بأنكم قد ظفرتم=يوم صيرتموه شلوا ترابا
أترى كان صخرة وحجارا=فأمطتم عن اليقين الحجابا
إنما الله أعماكموا وخزاكم=فلتزيحوا عن العيون النقابا
في حنايا الضلوع في كل قلب=في سويداه نضرب الأطنابا
فانزعوا العشق من حشانا أذا ما=شئتموا أن نحيد أو أن نهابا
هكذا ندفع الضريبة عشقا=لو لقينا من الخطوب الصعابا
لا فو الله لن تنالوا مناكم=حبنا ثابت أناخ الركابا
أعجز العالمين ما استوعبوه=زاد وهجا فحيّر الألبابا
وختام القصيد ضجوا رعيدا=عطّروا الفاه شيبة وشبابا
رب صل على النبي وسلم=والميامين آل طه النجابى
تمت بعونه تعالى
في كرزكان
12 /مارس / 2008
الرابع من شهر ربيع الأول 1429
مولد الرسول الأعظم (ص)