شعراء أهل البيت عليهم السلام - يا يوم الغدير

عــــدد الأبـيـات
60
عدد المشاهدات
1874
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/10/2009
وقـــت الإضــافــة
9:40 مساءً

شَرَقْتَ فشمسُ الأفقِ قد غَرُبت خَجْلى = وسِرتَ مع الأيام مُفتقِداً مِثْلا حملتَ لواءَ المكرماتِ فلا المدى = يُحَدُّ ولا فكرٌ يُطيقُ لها حَمْلا لأنّك وحيُ الحقِّ فيها وجامعٌ = لأضدادها لولاكَ ما جُمعتْ شَمْلا ورددّتها في فُسحةِ الدهرِ سورةً = على مَسْمَعِ الأجيالِ مُحْكَمَة تُتْلى فطوّقتَ جِيدَ الفخر أغلى لئالئٍ = تحاكيكَ في وصفٍ وجوهرُكَ الأغلى وقالوا: غديرٌ، قلتُ: بحرٌ تأمّهُ = بحارُ السما والأرضِ راجيةً نَهْلا وقالوا: بخمٍّ، قلُت: ما الكونُ دونَهُ = سوى رملةٍ بالعدِّ ساجلت الرّمْلا تناهى اليه المجدُ إذ ضمَّ عالَماً = تضيق به السبعُ الشّدادُ إذا حَلا وما فضلُ كلِّ الخلق في بحر جودِهِ = سوى قطرةٍ باللطفِ يوسعها فَضْلا وحارت به الأَفهامُ حتى تباينت = فمِنْ غارفٍ علماً ومِنْ غارقٍ جَهْلا ومِنْ عارفٍ حقاً ومَنْ في متاهةٍ = يظنُّ به رباً فجاز به العقلا وإنّ عزيراً والمسيحَ بنَ مريمٍ = لقد ظُنَّ فيهم للألوهةِ مُسْتَجْلى وما اختلفت في مثلِهِ الناسُ بعدَهُ = وما اختلفت في غيره أبداً قَبْلا فها هو في قومٍ إلهٌ مقدّسٌ = وفي غيرهم ثأرٌ يؤرّقهم ذَحْلا وها هو فينا آيةٌ يُهتدى بها = وتحيي الورى رُشْداً طريقتُها المُثلى ولستُ مغالٍ لا يغالي مُحَمّدٌ = بأنْ خصّه دون الأنام له عِدْلا وفي (قل تعالَوا) شاهدٌ لا يُزيغُهُ = عن الصدقِ إنْ رابَ الأنامُ به دَغْلا وفي (هل أتى) ما أعجزَ المدحَ لم يدعْ = له تالياً إلا وكان له أصلا فتىً خصّه المختارُ من بين قومِهِ = وكان له في كلّ سابقةٍ ظِلا وكان له سيفاً إذا شبّت الوغى = فيخمد أنفاساً بطعنتِهِ النَّجلا ويحيي نفوساً أخمد الخوفُ صوتَها = ليبعثَها من بعد ميتَتِها الأولى متى شُمتَهُ تلقى من الدين شِرْعَةً = على الأرض تمشي لا تَحيفُ ولا تَكْلا له عَبْرةٌ في الليلِ من خوفِ ربّهِ = تُذيب كدمعِ العاشقينَ إذا هَلا ولم يفترشْ ليلاً فَراشاً ولا اجتبى = إداماً سوى خبزٍ يُعالجهُ أكْلا وجاءت له الدنيا على غير موعدٍ = فما روعيتْ أهْلاً ولا وَطِئتْ سَهْلا وألقت إليه السِّلْمَ تهوى تقرّباً = إليه فما رامت مُجاهِدَةً وَصْلا وهل تُصطفى ممن رآها حقيقةً؟ = وكم سالمت قوماً لترديَهُمْ قتلى وما حالُها يخفى على مَنْ ترجّلتْ = لهيبتهِ الأملاكُ أنْ قصدت نَيْلا وهل تخدعُ الدنيا فتىً جاء منجداً = بَنيها وكان المصطفى المثلَ الأعلى؟ وإنّ الذي ربّاه طفلاً مُحَمَّدٌ = تُرى يجتبي الدنيا ويطلبها كَهْلا؟ وقد كان طَوْدَ العلمِ أمّت رحابَهُ ال = علومُ وقد ألقت بحضرتِهِ الرَّحْلا فإنْ قيل أقضاهُمْ أقول: مكانَكمْ = دَعوا أفعُلَ التفضيلِ واختصروا القَوْلا فإنّ الذي في يومِ خُمٍّ تسابقت = الى مدحِهِ الآياتُ قد سبق الكُلا غداة التقى الجمعانِ والله شاهدٌ = عليهم لما قال الرسولُ وما أملى على قفرةٍ سَجْراءَ كادت جسومُهُمْ = بلفحِ هجير الشمس من لهبٍ تُصلى وقام خطيباً فيهمُ خيرُ مرسلٍ = على منبرٍ من كلّ سامقةٍ أعلى وناداهمُ والناسُ عينٌ ومسمعٌ = وقالوا بنا فأنظرْ فأنت بنا أولى فقال: جزاكمْ خالقُ الكونِ أمةً = رعت حقّ هاديها ويمَّمت العَدْلا وقال رسولُ الله فيهمْ وأمرُهُ = جليٌّ كما شمس الظهيرة أو أجلى فمن كنتُ مولاهُ فبعدي وليّهُ = عليٌّ إماماً قد رضيتُ به مولى أخي وابنُ عمّي والوِقاءُ لدعوتي = ومن بأسُهُ خاض الحروبَ وما كَلا وقد بايع الجمعانِ هذا على الهدى = وهذا على الأعقابِ مُنقلباً وَلّى دعاهم إلى أمرٍ وعَتْها حلومُهُم = ولكنْ هوىً للنفس عن رَشَدٍ ضَلا وكانوا على علمٍ بأنّ خلافةَ ال = سماءِ به قامت وكان لها أهْلا وما آمنوا والمصطفى الطهرُ فيهمُ = فهل آمنوا من بعد غيبته فِعْلا؟ ولم يعبدوا رباً سوى العجلِ بعده = كما قومُ موسى بعده عبدوا العِجْلا وما آمنوا والسامريّون كذّبوا = وكادوا بهارونٍ وقد قطعوا الحَبْلا وإنّ أخا موسى دعاهمْ لدينهِ = فلم يلقَ إلا من يريد له قَتْلا وجاؤا بها شوهاءَ لا يعرف الورى = سبيلاً لها إلا المتاهةَ والجهلا فما بين شورى لا بُليت بمثلها = فقد غادرت حقاً وفرّقت الشّمْلا وما بين تعيينٍ أقيمت أصولُهُ = على منكَرٍ بالأمسِ لو عرفوا الأصْلا غدت تملأ الآفاقَ ظلماً أميّةٌ = ولو صَدَقوا المختارَ لأمتلأت عَدْلا ولو أنّهمْ خلّوهُ يُملي صحيفةً = ولم يُرْمَ بالإهجارِ ما افترقوا سُبْلا ولو أنّهم والَوا علياً وبعده = بَنيهِ الألى كالدينِ قد ذهبوا قتلى لما غودِرَ الاسلامُ في كفِّ غاشمٍ = كمروانَ لم يَرْعَ الذّمامَ ولا الإلا وهل أمةٌ للناسِ بالعدلِ أُخرجت = يسودُ بها جِلْفٌ ويُلبسها الذُلا؟ ويُزوى الذي عن حُكْمِهِ الحقُّ ناطقٌ = ومن كان للرّحمن أولَّ من صلّى أبا حسنٍ ما زلتَ للمدح مَوْئِلاً = وما زلتَ للأفكارِ تُرهقُها شُغْلا وما زلتَ للعافينَ حِرْزاً ومَفزعاً = فكنْ شافعي فالذنبُ أجهدني ثِقْلا فيا رحمة الرّحمنِ جُدْ لي بنفحةٍ = ففضلُك لا يخفى وجودُكَ لا يَبلى
Testing