قــد تـبـلغ الأنـفـسُ فـي
ارتـيادها حـصـولَ مــا تـهـواه مـن
مـرادها
وقــد تـديـم الـسـعيَ فــي تـتمة
ِ مـانـتـقاصها أو طــلـب
ازديــادهـا
فـفـاتـها مـــا اعـتـقـدت
حـصـوله وجـاءهـا مــا لـيس فـي
اعـتقادها
وكــلـمـا قـــدّره الله لــهـا
فـــي قــربـهـا يــجـري وفـــي
بـعـادهـا
هـــذا ابـــنُ أمَّ الـمـكـرمات
مــن غـدا يـرفل في الفاخر من
أبرادها
جــوادُهـا وهــل بـمـضمار
الـعـلى أسـبـقُ مــن «مـحـمدٍ
جـوادها»؟
أنـكـر مـسَّ الـدهر مـن خـشونة
ٍ لا يــرقــد الــحـرُّ عــلـى
قَـتـادهـا
فـانـساب مـثـل الأيــم عـن
بـلاده يـنـتـجـعُ الــعــزَّة فــــي
بــلادهــا
يـطـلـبـها بــعـيـن يــقـظـانَ
رأت سـهـادَهـا أعـــذبَ مـــن
رقـادهـا
مـقـتـعداً مـــن الإبـــاء صـعـبة ً
لا يــقـدر الــدهـر عــلـى
اقـتـعـادها
حـتـى اصـطـفى مــن عــزة ٍ
دارَ عُـلى ترفع كفُّ المجد من
عمادها
فـاحـتلَّ مـنـها فــي ربــاع
شـرفٍ عـادت نـجوم الأفـق مـن
حسادها
قـــد عــقـد الـنـديَّ فـيـها
لـلـنهى واصـطـنع الـعـرفَ إلــى
قـصّادها
واسـتـحلت الـفـرسُ لــه
خـلائـقاً أخـلاقـهـا الـمـرة ُ مــن
أضـدادهـا
فــكـان فـيـهـا كـهـلال فـطـرِها
و كـــلُّ يـــوم مـــرَّ مـــن
أعـيـادها
أمّــــل أن يــعــودَ وهـــو رافـــة
ٌ بـنـاعـم الـعـيـش إلـــى
بـغـدادها
فـعاد فـي نـعشٍ حـوى «صفيّة
ً» أعــزَّ فــي عـيـنيه مــن
سـوادهـا
خــلـتُ أهـنّـيـه عــلـى قـدومـه
لا أن أعـــزّيــه عـــلــى
افـتـقـادهـا
وفـيه فـي الـنادي لآل
المصطفى أقـــول قـــرَّت مـقـلـتا
أمـجـادها
لا أنـنـي أقـول فـي مـأتمها
صـبراً وأيــــن الــصـبـرُ مــــن
فــؤادهـا
يـــا خـجـلـة الأيــام مــن
مـحـمدِ صـالِـحـها الـزاجـر عــن
فـسـادها
قـــد صــبـغ الـعـارُ لـهـا
وجـوهَـها فـلـتـسـتتر بــفـاضـح
اســودادهـا
يــا قـصرتْ يـدُ الـليالي مـا
جـنت عـلى أبـي الـمهديّ فـي
امـتدادها
ألـيـس دأبــاً كـفَّـها مـمـلوَّة ً
مـن كــفِّــه الـبـيـضاء فـــي
إرفــادهـا
مـولـى ً عـلى الأرض تـراه
رحـمة عــمَّـت جـمـيع الأرض
بـانـفرادها
أحــيــا ثــراهــا وأمـــات
جـدبَـهـا بــجـوده، وكـــان مـــن
أوتــادهـا
مـقتصدٌ يـسرف فـي بـذل
الـندى حـيـث الـورى تـسرف
بـاقتصادها
كــأنَّ مــن وقـاره حـبوتُه
تـضمنُ مــنــه الــطــودَ فـــي
انـعـقـادها
ســدَّت لأهــل الأرض فـيـه ثـلـمة مـــا ظــفـرتْ لــولاه
بـانـسدادها
خـافتْ ولـما الـتجأتْ لـعزِّه
أقرّها والأرض فــــــــــي
مـــهـــادهـــا
يُـنـمي إلــى قـبـيلة الـمـجد
الـتي طـريـفـها يــعـربُ عـــن
تــلادهـا
إن عـــدَّدت لـمـفـخرٍ ودَّت
بـــأن تـدخلُ زهـر الـشهب فـي
عـدادها
تــواتـرت عـنـهـا روايــاتُ
الـنـدى مــن ولـدهـا تـنـقل فــي
آحـادهـا
فـي كـل ذي نـفسٍ تزكَّت
بالتقى لا تـعـلـق الآثـــامُ فـــي
أبــرادهـا
تـديم ذكـرَ الله، بـل كـاد لها
يقوم مــــا عــاشــت مــقــامَ
زادهــــا
هـذا أبـو الـمهديفانظر فـي
الورى هـل كـأبي الـمهديّ فـي
عـبادها؟
كـــأنَّ فــي جـنـبيه نـفـسَ
مـلـكِ تـسـتنفد الأوقــات فــي
أورادهــا
أتـعـبـها فـــي طــاعـة الله
لـكـي تــفــوزَ بـالـراحـة فـــي
مـعـادهـا
حـسـبُك مــا تـرويـه عــن
آبـائـها: أن الـتـقـى والــبـرِّ فــي
زهّـادهـا
بــل كـيف لا تـثبت دعـوى
شـرفٍ أبــو الأمـيـن كــان مــن
أشـهادها
نــدبٌ حـيـاض الـجود مـنه نـعمة
ٌ تـروي بـها الـوفدَ عـلى
احـتشادها
يـــزداد وريـــاً زنــدُ مـكـرماته
إن زادت الــجـدوب فـــي
أصــلادهـا
صـلّـى إلـى الـعلياء خـلفَ
سـابقٍ كــان هــو الـنـخبة مــن
أمـجادها
ذاك أخـوه وأبـو الـنجب الـتي
قـد أخــــذ الـفـخـارَ فـــي
أعـضـادهـا
مـنها الرضى للوفد حيث
سخطت مـن بخل أهل الأرض في
ارتيادها
مـحـببُ الأخــلاق مـحسود
الـعُلى دامــت لــه الـعـلياء مـع
حـسّادها
قــد خـلـط الـبشرى لـذي
ودادهـا بـهـائـل الـسـخط لــذي
أحـقـادها
مـثـلَ الـبحار الـفعم يـروي عـذبُها ويــغـرق الـجـائشُ فــي
إزبـادهـا
أو كـالقطار الـسجم يُـرجى
برقُها ويُـرهـب الـقـاصفُ مــن
إرعـادها
لــه الـنـدى الـمـورودُ عـبّـاً
ونـدى ســواه مـثـلُ الـمصّ مـن
ثـمادها
أزهــرُ بـسّـام الـعـشيِّ إن
دجــت أوجـــهُ أقـــوام عــلـى
قـصّـادهـا
يـلـتـمـع الــسـرورُ فـــي
جـبـيـنه عـنـد قِــرى الأضـيـاف
وازديـادهـا
قـد طـاول الأنـجمَ «هادي» مجده حـتـى سـما الـكاهل مـن
أفـرادها
واتــقـدت مـــن فـوقـها
أنـوارهـا حـتـى شـكـت إلـيه مـن
إخـمادها
قـد خـلّف الـمهديُّ خير من
مشى فــي هــذه الأرض عـلـى مـهـادها
وقــام فــي دار عـلاهُ حـافظاً
لـه ذمــــامَ الــجــود فــــي
وفّــادهـا
وبــعـضـهـم كــالـنـار لا
يـخـلـفـها مـنها سـوى مـا كـان مـن
رمـادها
أبـــلــج لا يــشـبـهـه الــبــدرُ
لأن تـشـيـنه الـكـلـفة ُ فــي
سـوادهـا
مــن فـئـة فـيـها الـوقـارُ
والـنهى ســاعـة تـسـتـهلُّ فـــي
مـيـلادها
«كـمـصـطفى » الـفـخر
ونـاهـيك به في شرف النفس وفي إرفادها
جـــلَّ فـلـولا صـغـرُ الـنـفس
إذن لـقـيـل هــذا مـصـطفى
أجـدادهـا
مَــن مـثـله وأيــن تـلـقى
مـثـله؟ يــا رائـد الـمعروف فـي
أجـوادها
هــذا الــذي قــد وجــدت
عـفـاتُه بــرد الـنـدى مـنـه عـلـى
أكـبادها
وعـــن حـسـيـنٍ جـــودُه
تـحـدَّثت تــحـدّثَ الــروضـة عــن
عـهـادها
كـالـغيث فــي دنـوه، والـبدر
فـي عــلـوِّه والـشـمس فــي
اتـقـادها
بـل فـي أمـين الحلم نفسُ
كاظمٍ لـلـغيظ مـمـا ســاء مـن
حـسّادها
جـعـفـرُ فــضـلِ والـجـواد
جـعـفرُ الـفضل وذا حـسبُك مـن
تـعدادها
قـــد ولــدت أمُّ الـمـعالي
غـيـرَها لـكـن هـي الـصفوة ُ مـن
أولادهـا
تـهـوى الـسما أن تـغتدي
فـراشها والـشـهبُ أن تـكون مـن
وسـادها
حـيث أبـو «الـمهديّ» قـد
رشَّحها لـلـفـخر والـسـؤدد مــن
مـيـلادها
يــا فـئـة ً أحـلامـها مــا
زحـزحـت راجـفـة الـخـطوب مــن
أطـوادها
إلـيـكـمـوهـا غـــــرراً وإن
تــكــن بــدت مـن الأحـزان فـي
سـوادها
وسـمـتـهـا بـمـدحـكـم
فـأقـبـلـت سـمـاتـهـا تــنـيـرُ فـــي
أجـيـادهـا
بـلـطـفها مـــن الـقـوافي
نـزلـت مـنـزلـة الأرواح مـــن
أجـسـادهـا
جـاءتـك ثـكـلى غـيـر مـسـتأجرة
ٍ تـستقصر «الخنساء» في
إنشادها
لــو رددت نـوحـاً «لـصخرٍ»
لأرت كـيف انـفطارُ الـصخر في
تردادها
نــاحــت فـأبـكـت شـجـنـاً
عــيـنَ الـعُـلى بـأدمعٍ تـذوب مـن فـؤادها
ثـــم دعـــت لا طــرقـت
ربـعَـكمُ إلا الــمــسـرّات مــــدى
آبــادهــا
ولا وعــى غـيـرَ الـتهاني
سـمعُكم أو مـدحـاً تـطـرب فــي
انـشـادها
ومــنــكــم لا بـــرحـــت
آهـــلــة عـريـنـة ُ الــعـزَّة فـــي
آســادهـا