شعراء أهل البيت عليهم السلام - أجمل من يوم العناق

عــــدد الأبـيـات
61
عدد المشاهدات
1924
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
22/04/2016
وقـــت الإضــافــة
6:39 صباحاً

لأجــــمــــل مــــــــن يــــــــوم الـــعـــنــاق الــتــعــانــق         وأشــــــــأم مــــــــن يــــــــوم الــــفــــراق الـــتــفــارق
وأحــــلــــى مــــــــن الــــمــــاذيِّ ريــــقُـــك رشــــفـــه         وصـــــــدّك يــــــا عــقــلــي عـــلـــى الـــمـــر فـــائـــقُ
وأغـــــــلا مـــــــن الــحــلــمِ الــــــذي فــــــي مــحــلــه         فـــــــؤادك فـــــــي يـــــــوم خــــــلا مـــنـــه عـــاشـــق
وإن لــــــــم أكــــــــن أهــــــــلاً لـــوصـــلــك ســــاعـــةً         فــــلــــيــــس عـــظـــيـــمــاً تُــــــبـــــادَ الــــخــــلائـــقُ
تــــوهـــم مـــــــن ظــــــن الــهــنــا ســــــرجَ ســـابـــحٍ         وربــــــعـــــك مــــــوفـــــور وقــــلــــبُـــكَ خـــــافـــــقُ
وخــــيـــر جـــلــيــس – مـــــــا تـــوهــمــتُ – مــــاجـــدٌ         لـــــــــك يــــــــوم مــــــــن دون الأنــــــــام يــــرافــــق
وشــــــرُّ الــــــورى مــــــن بـــعـــدي الـــنــاس كــلُّــهـم         إذا لــــــــم نــــكــــن طــــوعــــاً هــــــــواك نــــوافـــق
ومـــــــن يــــعـــطَ عــــقـــلاً كــنــتــه بــــــل وشــغــلــه         ومــــــــا الـــعـــقــل لــــــــولا أن تـــجــاريــه حـــــــاذق
وقــــــــدتَ مــــــــن الأخــــــــلاق كــــــــل عــصــيــبــةٍ         خــــــــلا ســــاعـــة الـــمــســرى لــقــلــبـي ســـــــارقُ
وإن الـــعـــطــايــا لا تـــضـــيـــق عـــــلــــى الـــــنــــدى         ولـــكـــنــه مــــــــن جــــــــودك الـــغـــمــر ضــــائــــق
ولــــــــو جــــــــدلاً شــــاهــــدت مــــنــــك فـــظــاظــةً         فـــــإنـــــك فـــــــــي كـــــــــل بـــقــلــبــي عـــــالــــقُ
ولـــــــــو جـــــئــــت آثـــــامــــاً وحــــاشــــاك لُــــمّــــة         لأصــــبــــحــــت الآثــــــــــــام بــــــــــــرّاً يــــــلاحـــــق
هـــــجـــــرت نــــــــــوادي الــعــالــمــيــن لــــوجـــهـــه         فــــوجــــه الــــــــذي أهـــــــوى عـــــــن الله نــــاطـــق
إذا لــــــــم يــــدعــــك الــــحــــب شــــلـــواً مــبــضــعـاً         فــــــــــلا تـــــدعــــي يـــــومــــاً بـــــأنــــك وامـــــــــق
فـــــــــواهٍ إذا مـــــــــا فــــــــرّق الــــمــــوت بــيــنــنــا         ويـــــا لـــيــت شـــعــري مـــــن إلــــى الــقـبـر ســابــق
وأفــــــــدح مــــــــن فــــقـــد الأخ الـــعــيــش بــــعـــدهُ         وحــــســـبـــك أن تــــحـــيـــا وأنــــــــــت مـــــفـــــارق
فـــــــلا كــالــنــوى فــــــي فـــهـــم خــــــلٍّ مــشــاهــدٍ         هـــــــواه ومــــــا ســـهـــمُ الــــــردى عـــنـــه مــــــارق
ولا كـــــرســـــول الـــبـــيـــن إن كـــــــــان صـــــادقــــاً         وإنـــــــــه فــــــــي شــــــــرع الــــهــــوى لــمــنــافــق
ولا كــــــوصـــــال قـــــــــــد تُــــيــــقـــن صــــــرمـــــه         يــــنــــوب عــــــــن الـــتـــوديــع فــــيــــه الـــتـــرامــق
ولا كــــــــأخ مــــــــا قــــــــرب الـــطـــســت تـــائـــقــاً         ولـــــكــــن يـــــــــوم الـــبـــيـــن لـــلــبــيــن تـــــائــــق
فــــلــــم أدرِ مــــــــا الـــتـــوديــع قــــبــــل وداعــــــــه         ولــــــم أدر قـــبـــل الــبــيــن مــــــا الــبــيــن ســـائــق
عــــــنــــــاقٌ وتــــــوديـــــع ودمـــــــــــع وغــــشــــيـــة         وذاك غـــــــــــراب الــــبـــيـــن لـــلـــبــيــن نـــــاعـــــق
فــــــيـــــا ســـــاعـــــد الله الـــحـــســيــن بــــفـــقـــده         أخـــــــاً مـــــــا لـــــــه يـــــــوم الإخـــــــاء مــــســـاوق
وكـــــــــلّاً شـــــكــــا ســـــمــــاً ولــــــــم أدر قـــبـــلــه         بــــــأن أخــــــا الــمــضـنـى مــــــن الــســقــم ذائــــــق
وحـــــــــق لـــــــــه غـــــمــــاً يـــــمــــوت ولـــــوعــــة         فــــمـــا الـــعــيــش مــــــن بـــعـــد الأحـــبـــة رائــــــق
ومــــــا الـــشـــوق مــــــن بـــعـــد الـــفـــراق وإنـــمـــا         إذا أوشـــــــكـــــــت أن تــــســـتـــبـــاح الـــــعــــلائــــق
ومـــــــــا قـــيـــمـــة الـــدنـــيـــا وقـــيـــمــة أهـــلـــهــا         إذا لــــــــم يــــكــــن فـــيـــهــا مــــشــــوق وشــــائـــق
وإن كــــــــان فــــــــي يـــــــوم الــــفـــراق تــــشـــاؤم         لأشــــــــأم مــــــــن يــــــــوم الــــفــــراق الـــتــفــارق
فـــكـــيــف يــــكــــون الـــصـــبــر ويــــلـــي وويــــحـــه         إذا عــــــرف مـــــن تـــهــوى عـــلــى الـــدهــر عـــابــق
ســــــقـــــى الله قــــــبـــــراً بــالــبــقــيــع مــــحـــلـــه         وصــــــلـــــى عــــلـــيـــه الله مــــــــــا ذر شــــــــــارق
ســـقـــى الله قـــبـــراً كــــــان مـــــن قـــبــل نــعــشـه         عــــلـــيـــه الــــســـهـــام الــــغـــائـــرات تـــــراشـــــقُ
صــــغـــت أمـــرهـــا مــــــن بــغــلــة فُــــــك قــيــدهــا         فــســبــحـان إذ أصــــغـــى إلـــــــى الــبــغــل نـــاطـــق
فــحــاطــت بــــــه مــــــن هـــاشـــم خـــيـــر عــصــبــة         نـــمــتــهــا مـــــــــن الـــعــلــيــا كــــــــرامٌ عــــواتــــقُ
فــــكــــان لـــعـــمــر الـــحـــســن كـــالـــبــدر نــــيّـــراً         يــــحـــوط بـــــــه نــــجـــم مــــــن الــســعــد بــــــارقُ
وكـــــــــلٌّ حـــــكــــى نـــــــــار الــكــلــيــم فــــــــؤادُه         ومــــــــا إن تـــجـــلــى نـــعـــشــه فــــهـــو صــــاعـــقُ
ولــــــــــو أن يـــعــقــوبــاً رأى بـــــعــــض مـــــــــا رأى         بــــنـــو هــــاشـــمٍ فـــــــي فـــقـــده مــــــا يــشــاهــقُ
وشـــــــق عـــلـــى الإحـــســـان والــفــضــل والـــنـــدى         تــــفــــارق رغــــــــم الأنــــــــف مــــــــن لا يــــفـــارَقُ
تـــنـــفـــس مـــــنــــه الـــصـــبــح لا عــــــــن تـــبـــلــج         ولــــكـــن لـــمـــا يــلــقــى مــــــن الـــدمـــع شــــــارق
فــعــسـعـس وجــــــه الــصــبــح مـــــن بـــعــد فـــقــدهِ         وحــــــطَّ عـــلـــى الــدنــيــا مـــــدى الـــدهــر غـــاســقُ
فـــــيــــا غـــالـــبــاً لـــلـــطــم شــــــــدي وشــــمــــري         ولـــــلـــــنــــوح والــــتــــســـكـــاب بالله ســـــــابــــــقُ
ولا تـــعـــجـــلــوا فـــــــــــي دفـــــنـــــه إن دفـــــنـــــه         لـــقـــلــب بــــنــــات الــــوحــــي لا شـــــــك فــــاتـــق
ومــــــــا إن تــــــــواروا نـــعـــشــه الـــقـــبــر لـــبــثــوا         لــتــقــضــي عـــلـــيــه مــــــــن بـــكـــاهــا الـــخــلائــق
أهـــيـــلــوا عـــلـــيــه مـــــــن ثـــــــرى الـــمــجــد ذروه         فــــــإنــــــه والأمــــــجـــــاد خـــــــــــل وعــــــاشـــــق
ولا تــــهــــرقـــوا إلا مــــــــــن الــــقـــلـــب مــــــــــاءه         فـــلـــيــس ســــــــوى مــــــــاء الــمــجــامــع لائـــــــق
فــــتــــى كــــــــان إشــــــــراق الــــزمـــان بـــوجــهــه         وصـــــبــــح مـــحـــيـــاه لــــــــذا الـــلـــيــل مــــاحــــق
وقـــــــارٌ يـــعــيــق الــــدهـــر عـــــــن نـــيـــل هـــمـــه         ولـــــولاه قـــــل لـــــي مـــــن لـــــذا الـــدهــر عـــائــق
ومــــــــا الــــغــــول والــعــنــقــاء وهـــــــم كــفــقــرنـا         وفــــــــرط الــــنــــدى فــــــــي كــــفــــه مـــتـــدافــق
ولـــــــــو زكـــــريــــا شــــاهــــد الــــيــــوم عــــزمــــه         لــــمــــا وهــــنــــت أو شــــبــــن مــــنـــه الـــمــفــارق
ولــــــــــو أن بــلــقــيــسـاً رأت بـــــعــــض حـــســـنـــه         عــــلــــى فــــورهــــا بــلــقــيـس كــــانـــت تــــوافـــق
وإن عبيد الحُسن صيدٌ على الورى وعبدٌ لغير ابن البتولة آبق
فــــيـــا راكـــــــب الــوجــنــاء مــــــا مــــــس خــفّــهــا         حـــــصـــــى الأرض إلا كــــــــــان مـــــنــــه يـــــبــــارق
تـــــزيّــــد بـــــهــــاً عــــــــدواً وأدلــــــــج مــســيــرهــا         بـــــيـــــوم بـــــــــه عـــــــــزت تـــــقــــاد الأيـــــانــــق
وســــــــر نــــحــــو كــــوفــــان وأخــــبــــر أمـــيـــرهــا         بــــــــــأن بـــنـــيـــه قـــــــــد دهـــتـــهـــا الـــبـــوائـــق
فـــــمــــا بـــــيــــن مـــســـمــوم تــــمــــزّق كــــبــــده          وبــــــيـــــن صــــــريـــــع حــــاصــــرتـــه الـــفـــيــالــق
يــــــنــــــادي إلا مــــــــــــن نــــــاصـــــرٍ فـــأجـــبـــنــه         مــــــــن الــــقــــوم أرمــــــــاحٌ وبــــيــــضٌ بــــــــوارق
فـــجـــمّــع مــــــــن رمـــــــل الـــطــفــوف وســـــــادة         وكـــــانــــت لــــــــه حــــــــدَّ الـــظـــبــاة الـــنـــمــارقُ
ويــــــرمـــــق تــــــلـــــك الـــصـــائـــحــات وإنـــــــــــه         عـــلـــيـــمٌ بــــــــأن الـــشـــمــر فـــيـــهــن ســــائــــق
ويــــســـتـــرن بـــــالأيـــــدي وجـــــوهـــــاً لـــطــالــمــا         لــــهـــا الــــصـــون ســــتـــر والــــخـــدور الـــســـرادق
فــــيـــا صـــاحـــب الـــثـــأر الــــــذي طــــــال بـــعـــده         مـــتـــى يــشــتـفـي صــــــدر مــــــن الــبــعـد ضـــائــق
ويـــشـــحـــذ ســــيــــف يــــــــوم أحــــــــدٍ وخـــيـــبــر          لــــهــــامــــات أبــــــنــــــاء الــــنــــوابـــغ فــــــالـــــق
تـــفــجــرهــا شـــــعــــواء فــــــــي كــــــــل غــــــــارة          وتـــخــفــق مـــــــن فـــــــوق الـــجــيــوش الـــبــيــارق
وتـــعـــلـــي هـــتـــافـــاً يــــــــا لــــثــــارات فــــاطــــمٍ         ومـــــــا بــــعـــد صـــــــوت الــــرعـــد إلا الـــصــواعــق
ومـــــــا بــــعـــد صـــــــوت الــــرعـــد إلا الـــصــواعــق