موقف الأنصار عشيّة المعركة
الجزء الخامس: الإمام الحسين بن علي عليهالسلام
وباتَ في الطُّفوفِ ليلَ العاشرِ= ما بينَ دارعٍ وبينَ حاسرِ
وحولَهُ سبعونَ فذٍّ رائدِ= مِنْ قائم وراكعٍ وساجدِ
قالَ لهم : مَنْ يبتغي أنْ يَرْحلا= فها هوَ الليلُ خُذوهُ جَمَلا
لكنّهم ردّوا بصوت ثائرِ= كيفَ وانتَ اليومَ دونَ ناصرِ
هيهاتَ حتّى تنضحَ الدِّماءُ= مِنا وتَفْنى هذهِ الأبناءُ
وعندَها بشَّرهم بالجنهْ= فصارتِ الأرواحُ مطمئنَّهْ
وقالَ : ليسَ مثلكُم أصحابُ= قد أُرخِصَتْ بينهمُ الرقابُ
وباتَ يجلُو سيفَهُ وينشدُ= مُعاتباً فالمرءُ ليسَ يخلُدُ
« يا دهرُ أفٍّ لكَ مِن خليلِ= كمْ لكَ في الإِصباحِ والأصيلِ
مِنْ قاتل وطالب قتيلِ= والدهرُ لا يقنعُ بالبديلِ
وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلي= وإنّما الامرُ الى الجليلِ »
وحينَ ذاكَ سمعتْهُ زينبُ= فصرخَتْ اُخَيَّ فيمَ تعتبُ
فقالَ : في غد تَرَينَ رأسي= على قناة مُصْبِحاً ومُمْسي
وجَسدي يُرَضُّ بالخُيولِ= والقومَ يَقرعونَ بالطبولِ
والنارَ في الخيامِ والدخّانا= ونِسوتي تُدافعُ الجَبانا
وتهربُ النساءُ والاطفالُ= وخيمتي تنهبُها الرجالُ
وفرسي يصيحُ بالظليمَهْ= مِنْ أمة ظالمة لئيمَهْ
وإخوَتي مُصرَّعين حولي= وكربلاءُ في أسىً وهولِ
فصرخَتْ زينبُ يا جدّاهُ= يا منْ حباهُ بالكتابِ الله
هذا حسينٌ قدْ نَعى لي نفسَهْ= وهوَ بقيّةُ البُدورِ الخمسَهْ
وأصبحوا في يومِ عاشوراءِ= ينتظرونَ ساعةَ اللقاءِ (1)