شعراء أهل البيت عليهم السلام - أسئلةٌ في جيبِ الرملِ

عــــدد الأبـيـات
34
عدد المشاهدات
81
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:35 مساءً

كُنَّا وكانَ الفجرُ خلفَ ظلالِي=متزمِّلاً بشهيَّةِ التّرحالِ فجرٌ تراقِبهُ الحمائِمُ حيثُ لا= فرقٌ لرأسِ النخلِ والأنصالِ فجرٌ يطفِّفُهُ المساءُ ولم يَزَلْ = يربو ليقهرَ خِدعةَ المكيالِ يتلمَّسُ الأيَّامَ، ينبِشُ جرحَها=عمَّا تورَّطَ في يدِ الأنسالِ وترَى غُبارَ الحُلمِ تكنسُهُ الرؤى=عن بعضِ أخيلةٍ وبعضِ جمالِ وهُناكَ حيثُ العزُّ يجمَعُ شملَهُ=ويمرُّ فوقَ العابرينَ خِلالِي وقفَ الجوادُ بأضلعِي فتساءَلَتْ=كُلُّ الحقيقةِ عنهُ فِي أوصالِي ما اسمُ النصيبِ وهل لهُ ثانٍ يُقا=سِمُ ما ارتمَى في القلبِ من أحمالِي؟ فأكادُ مِنْ فرْطِ التوجِّسِ ألتظي=متكربلاً من شهقةِ الآجالِ تمتدُّ بِي لغةٌ تُجعجعُ بِي هنا=كَ على الصعيدِ بنبرتِي وخيالِي يختلُّ سقفُ الكونِ مِن ميزانِها=ويظلُّ متَّزِناً على مِثقالِي وأعيذُ أيَّامِي بصحوِ غُدوِّها=ممَّا تجذَّر فِي كرَى الآصالِ حيثُ العراقُ تفرَّدَتْ بالسوسنا=تِ المنهكاتِ الذابلاتِ قِبالِي وتزيَّنت بالموتِ، إنَّ الموتَ خطُّ=قلادةٍ في جيدِها المنثالِ رسمَتْ بكفِّ المُبدعِينَ صمودَها=وتمايزَتْ مِن نصرِها المتتالِي حيثُ الردَى قد شاقَهُ الطوفانُ يُغ=رقُ ما انبرى فِي سيلهِ المتعالِي ما انجالَ فِي سُوحِ الكرامةِ موعدٌ=إلاَّ تزيَّنَ بالدمِ السَلسالِ وكأنَّمَّا أُطرُ المسافةِ لم تضِقْ=حينَ استفاقَتْ غفوةُ الإقبالِ وكأنَّما شطُّ الفراتِ مجَدِّفٌ=نحوَ الحُسينِ بهيبةٍ وجلالِ فأمِيطُ عن وجهِ القفارِ لِثامَهُ=ويضجُّ فِي جيبِ الرِمالِ سؤالي: هل تستحِمُّ الشمسُ؟ هَل يتعطَّرُ الر=ملُ المسافرُ فِي القميصِ البالِي؟ هل ينحنِي جذعُ السماءِ ليلقفَ الض=وءَ الُمراقَ بصهوةِ الخَيَّالِ؟ مَاذا سيهرُبُ مِن دِنانِ العلقميِّ=إذا انتشَى بالدمعِ ثغرُ خَيالِي؟ أنا كُنتُ حَولَ مساربِ الأحلامِ أح=صي العِزَّ فوقَ مطامحِ الأجيالِ ورأيتُهُ يهَبُ الرِمَالَ نوارِساً=طارَتْ تُعانِقُ بسمَة الشلاَّلِ فردًا يقُصُّ على مسامعِ دهرِنا=قصصَ الفِداءِ ونهضَةَ الإجلالِ عارٍ مِنَ الأحلامِ وهوَ يخِيطُها=للفجرِ مِن يدِ خِلَّةٍ ودَلالِ مازالَ يعجُنُ فِي الترابِ إباءَهُ=بالحُبِّ شكَّلَ عِزَّةَ الصلصالِ لوسادةٍ فِي الرملِ هَرَّبَ جُرحَهُ=متقلِّباً فِي سجدَةِ الأبطالِ فتكادُ من غيظٍ تمِيزُ مواجِعاً=كَم مِن حُسامٍ كافِرٍ ونِبالِ اللهُ من حُرٍّ تناسَلَ عزمهُ=متمرِّدًا فِي عُقدَةِ الأغلالِ اللهُ من قلبٍ تثلَّثَ عَطفُهُ=فزهَا أريجُ الحبِّ بالأوصالِ جرحٌ يُسافرُ في السماءِ نزِيفُهُ=متسلَّقاً من سلَّمِ الآمالِ مازالَ يفتحُ للسنينِ نوافذاً=بالعطفِ تحرِجُ قسوةَ الأقفالِ
Testing