شعراء أهل البيت عليهم السلام - نحرٌ يومضُ نسرينا

عــــدد الأبـيـات
30
عدد المشاهدات
78
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:41 مساءً

آنستُ نارَ الحزنِ في أحشائي = وقريحتي ثكلى بكلِّ مساءِ فغدوتُ كالهُدهُدِ أُنبي خبرًا = من نينوى يفري جوى الشعراءِ فبكتْ لهُ عينُ الحُجونِ معَ الصّفا =عبراتِها لعظيمةِ الأرزاءِ فجَرتْ لعمري من حشاشةِ مُهجتي = مندوحةٌ من أدمعي وبكائي تنعى غريبًا قد تمزّقَ بالظُبى = ومرمّلاً ملقىً على البيداءِ ما حلَّ تذكارٌ لهُ إلا انبرَتْ = أرضي لهُ تبكي دمًا وسمائي أحيا الكرامةَ بعدما قد شُيِّعَتْ = وأُلحدَتْ في جدثِ الظلماءِ أبهرني والسهمُ يفري قلبَهُ = شكرًا إلى اللهِ ارتأى بدعاءِ وغدَا يصونُ حرائرًا بنزيفِهِ = يدفعُ غدرَ العُصبةِ الشعواءِ أغدقَنِي ما عجزَتْ عنهُ بحو=رُ الآدميينَ بلا استثناءِ ما خلتُ نفسي بهواهُ متيَّمًا = بل منهُ سوّتني يدُ الإنشاءِ أصبحتُ والصبحُ حسينيٌ وفي = ليلي أشمُّ عبيرَهُ بهوائي وأتوقُ للطفِّ كآدمَ حينَمَا اش=تاقَ إلى الجنةِ في الدهناءِ كأنّني يعقوبُ مبيضُّ الحشى = وفي ترابِ الطفِّ كانَ شفائي كأنّني أيوبُ أقضي صابرًا = عمري على الآهاتِ والبلواءِ أتوهُ في رحمِ السماءِ لعلّها =تومِضُ لي أرجوزةَ العُظماءِ من كفِّ عباسٍ ويقظةِ قاسمٍ = من ودجِ الأكبرِ والأشلاءِ مِنْ قلبِ ليلى وعُصارةِ رملةٍ = من صبرِ زينبَ في الرُبى الحمراءِ من طفلةٍ تبكي لعلَّ دموعَها = تروي الظّمايا من لظى القفراءِ ما عادَ في نفسيَ مخزونٌ لمَا = تحملُهُ الأيامُ مِنَ أنباءِ عشقي تغنّى بالحسينِ كأنَّهُ = بدرٌ يشعُّ بكاملِ الأضواءِ وأرى الملايينَ ترومُ لقبرهِ = جندًا إذا اشتدّتْ رَحى الهيجاءِ تزحفُ والأملاكُ تخفقُ حولَها = للقبّةِ النوراءِ والشمَّاءِ ورحمةُ العرشِ تصبُّ لسائلٍ = بالسبطِ يحملُ حاجةً لقضاءِ قبسٌ يلفُّ ثراهُ من وحيِ السّنا = كنارِ موسى في طوى سيناءِ يقطينُهُ يرمي الظِّلالَ لمتعبٍ =كانَ الهوى منهُ بعيدًا نائي جذعٌ إذا اهتزَّ تساقطَ عزةً = وإذا ارتوى أثمرَ بالعلياءِ نحرٌ تفجّرَ بالحياةِ ولمْ يكنْ = للموتِ منحورًا على الرمضاءِ هذا هو السبطُ الذي حفرَ العُلى = لمسيرةِ الإنسانِ في الأرجاءِ منبعُهُ أنمى الهوى من حيدرٍ = وغديرُهُ يجري مِنَ الزهراءِ
Testing