شعراء أهل البيت عليهم السلام - يا حاديَ الحزنِ

عــــدد الأبـيـات
38
عدد المشاهدات
87
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
9:57 مساءً

بالشوقِ مشغولةٌ –ولهى وبالأملِ = بيضُ النوايا، وكُلّي فيكَ في شُغُلِ ألملمُ الدمعَ مُذْ عامٍ أُزمزمُهُ = كيما يسيلُ كفيضِ العارضِ الهَطِلِ أمرِّنُ الصدرَ كي يقوى بحشرجةٍ = تصعّدُ النّفَسَ الْمكْتظَّ بالْوَجَلِ فتعتلي شهقةٌ للحلقِ تحصرُهُ = حصْرَ المعزّزِ بينَ العوزِ والخجلِ لتنزعَ اليَبَسَ المغروسَ في شفتي = وتُنبِتَ النورَ رَيحاناً بمختضِلِ فأستعيدُ معَ الأيّامِ تذكرةً = للحقِّ، للمجدِ، للعلياءِ والقلَلِ ذكرى تُعيدُ إلى الإنسان موضِعَهُ = فوقَ الطُغاةِ وفوقَ القيدِ والدُّولِ ذكرى تُقرُّ بأنَّ اللهَ خوَّلَنا = هذي البسيطةَ لا للعيشِ كالخَوَلِ نحنُ النداءُ، وأحكامُ السماءِ لنا = قُرآنُها، نحنُ قصدُ الشّرعِ والنِّحَلِ نحنُ الصراطُ، إذا ما اللهُ أوقَفَنَا = على السؤالِ، ونحنُ مُنتهى السُؤُلِ يا حاديَ الْحزن ما في الْحزن من ضِعةٍ = وليسَ مِنْ وصمةٍ تخْزي ولا خَطَلِ هذي الدّموعُ رسالاتٌ مجنّحةٌ = مبعوثةٌ من نبيلِ القلبِ والمُقَلِ تمنّعتْ في ذُرى أبراجِ مهْجعِها = أنْ تستفيضَ سوى في غيرِ مبتَذَلِ تمازجَتْ وخليطٍ مِنْ معادِنِنا = معنىً يذوبُ بماءِ الكِبرِ والجَذل أنِخْ رحالَكَ هذا الصدرُ بئرُ أسًى = تنبّعَتْ فيهِ صحراءٌ من العِلَلِ جوفي احتواهُ جفافٌ لا جوابَ بهِ = دلْوي اعْترتْهُ ثقوبُ النّقصِ والنَّفَلِ وأنتَ عشرٌ مِنَ الأيامِ لسْنَ سوى = سُلافةِ الراحِ في كأسٍ بِلا بَلَلِ وذي يديْ تنبُشُ الأكْوابَ منْ ظمإٍ = ترنَّحَتْ بينَ وهمِ الصحوِ والثَمَلِ تساءلتْ لِمَ؟ في أيِّ الزّمانِ أنا؟! = شدوُ التحقُّقِ لحنٌ غيرُ مُحتَمَلِ جاسَتْ خيالاتُهم بينَ السُّطوْرِ كما = عنْ غفْلةٍ قدْ يُدَافُ السُّمُّ في العسلِ وعاجلوا الْأمْر لغواً واسْتطالوا بهِ = نبْشَ الْأقاويلِ في وحلٍ مِنَ الْجَدَلِ إنّي وجدْتُ حُسيْناً غيْرَ قوْلِهِمُ = إذْ عفَّ عنْ كلِّ مكْذوْبٍ ومفْتَعَلِ ماذا يخيفُكَ إنْ قلنَا: معادِنُهُ = من منجمِ النورِ والجوزاءِ والرُسُلِ مِنْ طينةِ الناسِ لكنْ مِنْ أرومتِها = تجاوزَ التُربَ حتّى باتَ كالشُعَلِ يختارُ للنفسِ ما يروي عذوبَتَها = أنقوعةً من صفيِّ الغمرِ لا الوشلِ يمْشيْ على الْأرْضِ لا كالنّاسِ مشْيتُهُ = تأوّدتْهُ دروْبُ السّقْطِ والزّللِ بالدُّونِ ما وسْوَسَتْ، تلْكَ النّفوْسُ لها = طبعٌ تخلّلَ في الأمصالِ والعَضَلِ نالَ الذي نالَ عنْ عينٍ وعنْ عَمَدٍ = مُستلهماً كلَّ ما يسمو مِنَ السُبُلِ هذي المعالي خِياراتٌ معقّدةٌ = تورُّطٌ في كريمِ الفعلِ والمُثُلِ يا زائرَ الخطِّ هل تدري بما فَعَلَتْ = بنا اللياليْ وما تأتيهِ من جَلَلِ تقاذفتْنا شحومٌ لا ذيولَ بها = وناطحَتْنا قرونُ الطيشِ والخَبَلِ واستصغرتْنا نفوسٌ جُلُّ مكسبِها = أنْ تستعيضَ عَنِ التحنانِ بالغِللِ قوْمٌ إذا الدّهْرُ صِدْقاً جاءَ يُنْصفُنا = كانوا السّرابَ وكنّا الوَدْقَ في الغَلَلِ أيْن الصّحاري إلى ربيْعِ خُضْرتِنا = أينَ الغبارُ وأينَ التُربُ من زُحَلِ نحْن الْقطيْفُ أرادَ اللهُ أنَّ لنا = سبْقَ الْحضارةِ، سلْ رسْمي وسلْ طلليْ نحنُ الكرامةُ، نزفٌ للإباءِ بنا، = للغيرِ ما ذَلَّ منْ فعْلٍ ومنْ حِيَلِ يا سائسَ الدمعِ، إنَّ الدارَ موحشةٌ = والموتُ يقبعُ بينَ الغدرِ والخَتَل والْلّيْلُ أقْسى، وأقْسى في شراستهِ = ظلمًا على كلِّ ممسوسٍ بحبِّ "علي"
Testing