شعراء أهل البيت عليهم السلام - جرحُ الحسينِ سفينةُ الأنبياءِ

عــــدد الأبـيـات
34
عدد المشاهدات
94
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:12 مساءً

قد سارَ معنىً على سطرٍ بلا قلمِ = وكانَ يقرؤُهُ وحيٌ ، بدونِ فمِ أسرى بهِ الحّبُ ، جرحًا ، مِنْ مصائبهِ = على الفراقِ إلى الأقصى من الألمِ فسارَ من مسجدِ اللهِ الحرامِ إلى = ذبحٍ ومذبحةٍ في الأشهرِ الحُرُمِ حسينُ : حاءٌ وحُزّ الرأسُ مِنْ دُبُرٍ = وخلفَهُ ترتمي الدّنيا على القدمِ والسّينُ سرٌّ إلهيٌّ وسيفُ هدًى = وسبيُ أنوراهِ ، ظلمًا ، مِنَ الظُّلَمِ والياءُ يومٌ يلوذُ المؤمنونَ بهِ = يومَ القيامةِ مِنْ عُرْبٍ ومِنْ عَجَمِ والنّونُ حرفٌ لحرفِ الكافِ تكملُهُ = لولاهُ ( كُنْ ) لم تكنْ والكونُ لم يَقُمِ على الصّراط السّويِّ المستقيمِ مشى = ولم يمْل خفقةً عنهُ ولم ينمِ ولم يسرْ أَشِرًا كلاّ ولا بَطِرًا = ولا على الحُكْمِ يمشي بل على الحِكَمِ مضى ومِنْ خلفِهِ الدنيا بأكملِها = تجثو بإغوائها ذلاًّ كمَا الخدمِ لم يلتفِتْ أبدًا ، فهْوَ الأَمامُ ، إمامٌ = للأمامِ ، سماواتٌ لدى القممِ تأوي الرّماحُ إليهِ وهْيَ جائعةٌ = لم تلقَ إلاّهُ طعمًا طيّبَ الّلقَمِ فراحَ يطعمُها مِنْ نفسِهِ سورًا = قد قالَها اللهُ قبلَ النّونِ والقلمِ وقالَ للدّينِ مِنْ نزفي ارتوِ غدقًا = ومِنْ جراحي على آلاميَ استَقِمِ فصارَ مثلَ جراحٍ دونَما جسدٍ = كأنَّهُ قدْ غدا جرحًا مِنَ الأدمِ في كربلاءَ وحرُّ الشّمسِ يحرقُها = ماءٌ يموتُ حزينًا وهْوَ جِدُّ ظمي فشاهدَ الكوثرَ الملقى بشاطئِهِ = فمدَّ أمواجَهُ نحوَ الثرى كفمِ مدَّ الحسينُ إليهِ جرحَهُ نَهَرًا = يسقيهِ مِنْ جرحِهِ حتّى ارتوى بدمِ حسينُ لخَّصَ آلامَ الحياةِ بهِ = حتّى يخفِّفَها عن كاملِ الأممِ ضحّى بكامِلِهِ روحًا على جسدٍ = أخًا وأختًا وأبناءً ، ذوي الرّحِمِ وحرَّرَ العبَد ، مِنْ ذلٍّ ، بثورتِهِ = وكانَ أمًّا أبًا لليتمِ مِنْ يتُمِ لسانُهُ لسناِن الحقِّ سنَّنَها = لتقطعَ الباطلَ الموصولَ كالورَمِ وسيفُهُ لم يكنْ إلاّ لردِّ أذًى = وكانَ يقطعُ قبلَ السّيفِ بالكَلِمِ وكانَ شقَّ لموسى البحرَ مذبَحُهُ = وفكَّ رَقْبَةْ إسماعيلَ في القِدَمِ سفينةٌ جرحُهُ والأنبياءُ بها = ارتاحوا ولاذوا وذاقوا أطيبَ النِّعَمِ أبكي الحسينَ ودمعاتي تطهِّرُني = تطفي بنفسيَ وديانًا مِنْ الحِمَمِ تطفي جهنّمَ دمعاتي إذا ذُرِفَتْ = على الحسينِ وتشفيني من السّقَمِ حبُّ الحسينِ صراطٌ ليسَ يأخذُني = إلّا إلى أفضلِ الأخلاقِ والقيمِ جراحُهُ أنجمٌ في القلبِ لامعةٌ = تهدي المحبَّ لهُ في أحلكِ الظّلَمِ فمبصرٌ كلُّ قلبٍ كانَ يعشقُهُ = ومطفأٌ كلُّ قلبٍ غيرِ ذا وعَمي فلنْ أضلَّ وفي قلبي محبّتُهُ = وجرحُهُ حبُل ربّي وهْوَ معتصَمي قصدْتُ مشهدَكَ الزّاهي ملائكةً = بقلبِ جوعٍ إلى أحبابِهِ نهمِ أتيتُ شِعرًا ، وشِعري وهْوَ منكسرًا = أتاكَ في خجلٍ زحفًا على النُّظُمِ فاقبلْ إمامِي مجيئي خاشعًا خجِلاً = مُرْنِي ، حبيبي ، أكُنْ مِنْ أفضلِ الخَدَمِ
Testing