شعراء أهل البيت عليهم السلام - حزنٌ ببَوْحِ البنفسجِ

عــــدد الأبـيـات
37
عدد المشاهدات
161
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
27/09/2023
وقـــت الإضــافــة
10:36 مساءً

أبوحُ لكم أمراً وما هو بالسرِّ؟! = وإنْ صارَ كتماني يضيقُ به صدري أرى الخلقَ للأشتاتِ يحذو مسيرُها = وخطوي على غيرِ اتجاهاتِها يسري فإنْ غازلوا بكرًا نقشتُ قصائدي = على لوحةِ التصويرِ بالريشةِ البكرِ وإنْ صرّحوا بالعشقِ أطلقتُ ثيمةً = منمنمةَ الألحانِ في عشقِها العذري وإنْ أطفأوا سحرَ الكلامِ بصمتِهِمْ = أضأتُ مرايا الفنِّ بالأنجمِ الزُّهرِ وإنْ رجزوا فخرًا رفعتُ عقيرتي = فما غيرُ صوتِ الطفِّ أرجوزةُ الفخرِ كتبتُ حسينًا فانشطرتُ مجرّةً = وفجّرتُ أفلاكَ الحقيقةِ في شعري كتبتُ حسينًا فانعقدتُ مشارباً =ومازجتُ صهباءَ البلاغةِ بالخمرِ وقد باتَ شعري للحسينِ محرِّرًا = كمَنْ رهنَتْهُ الأمّهاتُ بلا نذرِ فإنْ رفَعوا بالضّمِّ أخفضتُ أحرفي = وفي صخبِ الأوزانِ أجنحُ للكَسْرِ وإنْ أخذوا الأسماءَ رمزاً لوصفِهِمْ = عشقتُ جمالَ الحزنِ في أحرفِ الجرِّ وإنْ غرفوا مِنْ لُجَّة البحرِ بوحَهُمْ = نَحَتُّ أنا الألفاظَ مِنْ أصلبِ الصخرِ دعُوني فإنَّ العشقَ بعضُ مواهبي = وأنَّ الهوى المجنونَ ينبتُ من بذري دعوني ومعشوقي أناجيهِ كلَّما = ظمئتُ وفرطُ الجدبِ يشتاقُ للغمرِ لعلّيْ لعلَّ القلبَ يسكنُ عندَهُ = وتوصلني الأشواقُ مِنْ حيثُ لا أدري لأرتجلَ المعنى إذا شئتُ لفظَهُ = بعصماءِ وزنٍ لا بسجعٍ ولا نثرِ أهيمُ بوصفِ الليلِ والليلُ سامري = وتأسرُني الذكرى فأقسمُ بالفجرِ ويدهشُني لونُ المحرَّم كلّما = يطوفُ على عيني براياتِهِ العشرِ سوادًا وكحلُ العينِ يلمعُ عندَهُ = فيذكي بخدِّ النزفِ نهنهةَ الحبرِ دعوني إلى العباسِ أُعْجَنُ قربةً = كحلمِ اليتامى عندَ ساقيةِ النهرِ وللأكبرِ العطشانِ أقطرُ غيمةً = فأروي لسانَا قد تيبّسَ في الثغرِ وشمعًا خرافيًّا بخيمةِ قاسمٍ =وأزهارَ أوركيدٍ بآنيةِ العطرِ خذوني على نحرِ الرضيعِ قلادةً = لأحجبَ سهمَ الموتَ عَنْ ذلكَ النحرِ وفوقَ جبينِ السبطِ أهوي ذؤابةً = على الحَجَرِ الموبوءِ أنقضُّ كالصقرِ خذوني وقاءً للحسينِ بمهجتي = وأهلي ووِلدي والمؤمَّلِ مِنْ عمري خذوني غبارًا في ترابِ ضريحِهِ = ودمعةَ شوقٍ فوقَ أعتابِهِ تسري دعوني أخيطُ النصّ ثوبًا وسترةً = فيسترُني ثوبي وأنعمُ بالسترِ درجتُ رضيعاً في المآتمِ خطوتي = مدعّمةٌ بالحبِّ والعزِّ والفكرِ وكنتُ فتيًّا أحصدُ الحلمَ باكرًا = وأقرأُ في عاشورَ فاتحةَ الخيرِ ويجذبُني سحرُ الهلالِ فأقتفي = منازلَهُ والقلبُ يدهشُ بالسحرِ حملتُ لجوعِ الدربِ صبري حقيبةً = وطعّمتُ جيبَ القلبِ أوردةَ الصبرِ وما عرفَتْ نفسي الخضوعَ وإنّما = أضيءُ بعزِّ الطفِّ كالكوكبِ الدرّي أحدّثُ نفسي عَنْ حديثٍ سمعتُهُ = لأمّي فلا أنسى لها أبدَ الدهرِ تقولُ : بنيّ املأْ لنفسِكَ كفّةً = إذا وُضِعَ الميزانُ تثقلُ بالأجرِ وكُنْ في عروجِ الذاتِ أصغرَ خادمٍ = تكُنْ سيدًا يُروى علوُّكَ في القدرِ ألا كُنْ قرينًا مثلَ قابٍ لقوسِهِ = لشطِّ حسينٍ دونَ مدٍّ ولا جزْرِ وكُنْ في كفوفِ الدّهرِ أصدقَ بصمةٍ =كما النقطةِ الزهراءِ في آخرِ السطرِ
Testing