شعراء أهل البيت عليهم السلام - عطشٌ غزيرٌ

عــــدد الأبـيـات
55
عدد المشاهدات
201
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
10:49 مساءً

لم تطلبِ الماءَ إنَّ الماءَ قد طلبَكْ = سمعتُهُ عطشًا ناداكَ وانتخبَكْ وما مدَدْتَ لهُ كبدًا ترطِّبُها = مُدَّتْ يدُ الماءِ حتّى تجتني رُطبَكْ ولم يصِلْكَ قصيدٌ في مدائحِهِ = إلا جنى الشعرُ في أكمامِهِ عِنبَكْ فلنْ أقولَ: "لساني كلَّ وانغلقَتْ = عليَّ كلُّ المعاني هائبًا صعِبَكْ" ولنْ أقولَ: "بياني علَّ أنْ يَصِفَ ال = طودَ العظيمَ وموسى خرَّ إذْ رَهِبَكْ" أقولُ: "ما إنْ تنفَّسْتُ القصيدَ إذا = بالحرفِ شعَّ نجومًا زيَّنَتْ قِبَبَكْ" أقولُ: "أنتَ ازدهارُ البوحِ ما نُطِقَتْ = أحلى مِنِ اسمِكَ حاءٌ فاكتسَتْ ذهبَكْ" وكيفَ يعجزُ مَنْ ينحوكَ عَنْ كَلِمٍ؟ = ومِنْ كُلامِكَ قد ألهمتَهُ أدبَكْ؟ ما إنْ نظمتُ إليكَ الصدرَ منتشيًا = حتَى انبنى عَجُزٌ مِنْ عشقهِ كتَبَكْ الشعرُ والنثرُ في أسمى مجازِهِمَا = تجلَّيَا فَزَهَا المعنى الذي انتسبَكْ والبحرُ والنهرُ في أقصى جفافِهِمَا = عليكَ قَدْ صلَّيَا واستَمْطَرَا سُحُبَكْ إنّ الظّما لغزيرٌ والمياهَ بِلا = ماءِ الحياةِ أفِضْ يا بْنَ النَّدَى قُربَكْ لبَّيْتُهُ طالمَا لبَّيْتَ نُدْبة مَنْ = ناداكَ، جلَّ الذي للنّجدةِ انتدبَكْ وهَبْتَهُ الرّوحَ جوّادًا بلا مِننٍ = يا أكرمَ الخلقِ سبحانَ الذي وهبَكْ نهضْتَ تسقِيهِ مِنْ صبرٍ ومِنْ شِمَمٍ = فماجَ حينَ رآكَ النهرُ وانتحبَكْ لامسْتَهُ فشكا في البِيدِ غربتَهُ = وهشَّ مبتسمًا لمّا رأى حَبَبَكْ أورَدْتَهُ الخيلَ لكنَّ الخيولَ لها = قلبٌ كمّا لم يكُنْ قلبُ الذي أحَبَكْ شالَ الجوادُ مشيحًا رأسَهُ خجلًا = وأنتَ مِنْ كرمٍ قاسَمْتِهُ نَصَبَكْ ولمْ تَقُلْ لَهُمُ اسْقُوني كَمَا فَهِمَ ال = رواةُ زلَّ الذي للضّعفِ قَدْ نَسَبَكْ وما توسّلتَهُمْ أنتَ الوسيلةُ في = دفْعِ الملمَّاتِ هل تشكو لهم كُرَبَكْ؟ كاللهِ ناديتَ هذا بَرْدُ مغتسلٍ = هُبُّوا اركُضُوا وهُنَا طابَ الذي شَرِبَكْ مِنْ كلِّ فجٍ عميقٍ أقْبَُلوا ولَهًا = عَْدوًا لكي يُدركوا في ركْضِهِمْ خَبَبَكْ للهِ سرُّهُمُ اختُصُّوا بمنحةِ (كُنْ) = فكانَ أنْ وَجدوا كي يولَدوا سَبَبَكْ يسوقُهُمْ لبهاءِ الموتِ طالعُهُمْ = إنْ أظلَمُوا أطْلَعُوا رَغْمَ الدُّجَى شُهُبَكْ هُمُ النَّجِيبُونَ ما سَارَتْ بِهِمْ نُجُبٌ = لكنَّهُمْ حَمَلُوا مِنْ شوقِهِمْ نُجُبَكْ أبْكِيكَ لا شفقًا أو ذلّةً أبدًا = لكنْ بكاءَ الذي يَعْتَزُّ إنْ نَدَبَكْ أمشي بِحُزْنِي مختالًا أطوفُ بِهِ = على البلادِ التي أودَعْتَهَا تُرَبَكْ أنا الذي لمْ أزَلْ مِنْ ألفِ خاليةٍ = مِنَ السّنِينِ أرى اليومَ الذي نَشَبَكْ هناكَ أوْقَْفَتِ الأفلاكُ دَورَتَها = وقامَ ثَمَّ دمٌ نحوَ السّما سَكَبَكْ يومًا نَهبْتَ بِهِ كلِّ القلوبِ أسًى = وسوَّدَتْ رقعُ التاريخِ مَنْ نَهَبَكْ ما كنتُ أعلمُ أنّ الشّمسَ تمرضُ مِنْ = خطبٍ إلى أنْ دنَا العرسُ الذي خطَبَكْ اللهُ يا سهرًا ما كانَ أقصرَهُ = حتّى أغارَ عليكَ الصبحُ واصْطَحَبَكْ طافُوا برأسِكَ مسلوبًا ومِنْ عجبٍ = أن ينفحَ الرأسُ عطرًا كفَّ مَنْ سَلَبَكْ وللعدى أهمَلَتْ عيناكَ رحمتَها = شأنَ النّبِيِّينَ ترثي للّذي غَصَبَكْ تتلو الكتابَ على العسّالِ كنتَ وَكَمْ = في "أمْ حَسِبْتَ" رأتْ عَيْنُ المَلا عَجَبَكْ يا أيّها الرمحُ هلاّ مِلْتَ مِنْ ثِقَلٍ = حملتَهَ أم تراهُ حاملًا قَصَبَكْ؟ يا أيّها الحافرُ المغروسُ هل عَلِقَتْ = منهُ بقايا لكي تروي بها عشُبَكْ ويا قميصًا لهُ الأملاكُ قد نَشَرَتْ = بينَ السماواتِ ما أبهاكَ مَنْ خَضَبَكْ! مخزَّقًا برماحٍ خِلْتُها طَعَنَتْ = وُسُومَ قُبْلاتِ طَهَ كلّما جذبكْ يا أيّها السّهمُ لمّا زُرْتَ كعبتَنَا = بجوفِها طُفْتَ؟ أم عاتَبْتَ مَنْ جَلبَكْ؟ ضوءُ الفؤادِ هداكَ الدربَ خشيةَ أنْ = يضلَّ نصلُكَ قلبًا طالَمَا ارْتَقَبَكْ كي لا تزاوَرَ عَنْ كهفِ الأراملِ وال = أيتامِ، نحوَهُمُ تمضي، فقد حَجَبَكْ يا أيّها العطشُ الطاغي على جسدٍ = هل ظلَّ مِنْ كَبِدٍ تُورِي بَِها لَهَبَكْ؟ يا مُشعِلَ النارِ في أبياتِ ثاكلةٍ = قِفْ واسألِ النارِ مَنْ ترمِيْ وَسَلْ خَشَبَكْ يا مَنْ رَفَعْتِ لهذا الشِّلْوِ قائلةً: = "قُربانُنَا قلَّ خجلانِينَ أنْ نَهِبَكْ" لقدْ رُفِعْتِ دمًا تَبْقَى تخاطِبُهُ ال = أجيالُ: "لبّيْكَ ماذا فاتَ مَنْ كَسَبَكْ؟" صنَعْتنا أمّةً للذاتِ مُنْكِرةً = زهدًا، عطاءً، لنحذو حَذْوَ مَنْ صَحِبَكْ نذودُ عَنْ أمّةٍ فِيها ظُلامَتُنا = ما ضرَّ مستبعدًا جورًا إذا اقترَبَكْ؟ نلقى النِّصالَ فنرضى أنْ نضمِّدَها = بجرحِنا ونرى تعذيبَنا عذِبَكْ نجيعَنا شَرِبَتْ أرضٌ تغرِّبُنا = شأنَ الزمانِ الذي عاداكَ واغْتَرَبَكْ نقولُ قولَكَ إنْ حانَتْ بليَّتُنَا = لا بأسَ يا عشقُ هذا دربُ مَنْ رَغِبَكْ لا بأسَ يا بحرُ إنَّ الحبَّ مِنْ لُجَجٍ = وَمَنْ يهابُ دُوارَ المَْوِج مَا رَكِبَكْ مُستشهَدونَ ولكنْ في الحياةِ وَكَمْ = مُستشهَدٍ لَمْ يَمُتْ مستشهِدًا نُوَبَكْ مستذكرًا قولةَ الكنديِّ "إنْ هَدَمُوا = مجدي بَنَيْتُ لَهُمْ" يسقي العِدَى صبَبَكْ في كلِّ يومٍ لهُ في الأرضِ تضحيةٌ = لا شيءَ يرجوهُ إلا أنّهُ احْتَسَبَكْ
Testing