شعراء أهل البيت عليهم السلام - نشوةُ الجُرحِ

عــــدد الأبـيـات
24
عدد المشاهدات
147
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
11:30 مساءً

أضْمِرْ نحيبَكَ يا زمانُ لأسمعَهْ=إنَّ الحقائقَ في الضّمائرِ مُودَعَةْ إنْ لم تُطِقْ حبسَ النّحيبِ فإنّنِي=بيتُ المواجعِ والنّوافذُ مُشرَعَةْ يا حزنُ إنْ شِئتَ ادِّثاري فلتكُنْ=وِترًا بقلبي جَلَّ مِنْ أنْ أشفَعَهْ خُذْنِي مِنَ الجسدِ الرّدِيءِ وعَرِّنِي=أبرادَ فكرٍ بالخَيالِ مُرَقَّعَةْ ما زِلْتُ تأسِرُني الجِهاتُ بزهوِها=وأخافُ ضِيقًا، كُنْ جهاتي الأربَعَةْ كُنْ حيثُ لا زمنٌ يحولُ بأنْ أرى= وجهَ الحُسَيْنِ وأنْ يُراقَ دَمِي مَعَهْ كُنْ بينَ أسوارِ الظَّلامِ مطيّةً=لبصيرتي تجتازُ زُورَ الأقنِعَةْ حيثُ الحروفُ ولا حروفَ وإنّما=قلبٌ أسالَ على القوافِي مَدْمَعَهْ حيثُ الدموعُ مُراقُ ما عثَرَتْ بِهِ=الأحداقُ مِنْ غُصَصِ الطّفوفِ المُوجِعَةْ حيثُ السُّهادُ جَليلَةٌ ضَمَّتْ بِلَيْلِ= الضّارعِينَ شقيقَها لتُودِّعَهْ حيثُ الزّفيرُ لهيبُ جمرةِ هاربٍ=بينَ الخُدُورِ مخافةً أنْ تلْذَعَهْ كَفٌّ أذاقَ الوَجْدُ لطمتَها الضّلُوعَ=على الذي في الطفِّ داسُوا أَضْلُعَهْ وحياءُ أخرى أنْ تُعافَ وكفُّ مَنْ=خَطَّ الخلودَ بِهِ استباحُوا إصبَعَهْ طَيرٌ ذبيحٌ جاءَ مِنْ زمنِ الفداءِ=مُعَفِّرًا خدًّا وَضَرّجَ مَوضِعَهْ سهمٌ مِنَ الحقدِ العتيقِ وطعنةٌ=في جانحَيْهِ وزفرةٌ مُتقطِّعَةْ وكأنّما في نحرِهِ صوتُ الظُّبَى=متأسِّفًا ودَجَ الحسينِ فقطّعَهْ وكأنّما لا شيءَ يحتجزُ الصّدَى="هَلْ مِنْ مُغيثٍ" مَنْ سيُرسِلُ مَسْمَعَهْ؟ في كربلاءِ النفسِ يصرَعُ نفسَهُ=مِنْ قبلِ أنْ يلقى حسينٌ مَصْرَعَهْ تلكَ الصلاةُ عُروجُها محرابُ ذاكَ=النّحرِ تُرفَعُ إنْ تَعَدَّتْ مَطلَعَهْ ذاكَ الوريدُ المستفيضُ سفينةٌ=للهاربينَ إلى شُعاعِ الأشرِعَةْ ما الفوزُ إلا نشوةُ الجُرح الذي=بدلَ الأنينِ يكادُ يلثِمُ مِبضَعَهْ ما الحزنُ إلا هجرةٌ في النزْفِ مِنْ=ظمإٍ إلى كأسِ الإباءِ المُترَعَةْ يا حزنُ خُذْنِي حيثُ ينضَحُ فاتحٌ= بِمَهَابةٍ في نزفِهِ، ما أنصعَهْ! يستشرفُ الملكوتَ طَودًا والظُّبى=تفري لهُ جسدًا أبى أنْ تُخضِعَهْ ووجدتُني الأحزانَ أظمَأُ كُلّما=أُترِعْتُ مِنْ سرِّ الجِراحِ المُشبَعَةْ
Testing