شعراء أهل البيت عليهم السلام - لهفي لأرضٍ

عــــدد الأبـيـات
28
عدد المشاهدات
344
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
05/10/2023
وقـــت الإضــافــة
12:41 صباحًا

لَهْفِي لأرضٍ قِيلَ فيها للوَرَى=والخلْقُ يسمَعُ دونَ تغفيلِ الكرى: هل مِنْ مُغيثٍ.. قد يُعينُ مصِيبتي=أو ناصرٍ ليذودَ عنِّي يا تُرى؟ والحاضرونَ بها.. مَسامِعُهُمْ عُمَتْ=أو أنَّ سامِعَهُمْ أبى أنْ يَنْصُرا خَسِئَتْ قُلوبٌ عيْنُها محجوبةٌ=سُحُبُ الظَّلالةِ ترتديها مِخْمرا قد أَورَثَت خُبْثَ الذَّراري في الزما=نِ.. تَكادُ عُمْيَ الكُفْرِ أنْ لا تُبصرا! هذا المنادي .. قد أزاحَ بصوتِهِ=فُلْكَ الضمائرِ حينَ صاحَ وكرّرا: وأنا ابنُ فاطمةَ البتولِ، أخُ الزَّكيِّ=وريثُ حيدَرَ، سبطُ قِدِّيسِ الورى مَنْ لي وصَحبي بالتَّوالي أُزْلِفُوا؟=وكأنَّهم وَرْدٌ يطيحُ مُعطَّرا مَنْ لي وطفلي مُحْقَنٌ في نَحْرِهِ؟=كالكوكبِ المَكْسوفِ ضوءًا أحمرا مَنْ لي وابني بالوسائطِ مُحْجَبٌ؟=ويعودُ مقطوعَ القَواعِدِ بِالضَّرى مَنْ لي وظهري بالفراتِ مُقَسَّمٌ؟=والصوتُ مِنْهُ على الصَّدَى قد أُحضِرا: ضحَّيْتُ رأسي للعمودِ بِلَذّةٍ=وسواعدي أجبرتُها أَنْ تُبْتَرا أَأَخي بِهَذا قد وَفَيتُ مُهِمَّتي=والحالُ أصعبُ يا أُخَي مِمَّا ترى مَنْ لي وأهلي بالسَّنابِكِ حُمِّلوا=عُجُفَ النِّياقِ إلى عُبَيْدَ وأَكْثَرا؟ مَنْ لي ونفسي باعَتِ الدُّنيا مُقَا=بِلَ لَسْعَةِ الفَلَواتِ حتّى تُشْتَرى؟ مَنْ لي وحالي بينَ جيشٍ كاسرٍ=وقليلِ صَحْبٍ واقتحامٍ أُجْبِرا؟ هذا المُنادي خيرُ مَنْ نادَى بِها=وَهُوَ الذي هِيَ أُمُّهُ أمُّ القُرَى! لهفي مصيبَةَ ظامِئٍ في مُصْطَلى=الْأَحزانِ يرفو جرحَهُ بحَصَى الثرى في كُلِّ جُرحٍ مِنْهُ بابُ مَجَرَّةٍ=تَتَفَجَّرُ الأكوانُ فيها مَعْبَرَا ويُقَاسُ فِيهِ الخلقُ؛ حتّى صارَ جُرْحُهُ=قَبْلَ مُنْطَلَقِ القِيامَةِ مَحْشَرَا هذا الحسينُ! على العراءِ مُعَفَّرٌ=أمْ إنَّهُ الإسلامُ عارٍ عُفِّرا؟ أم إنَّه الحَسَنُ الزَّكِيُّ بِدَمِّهِ=في غيْرِ دَمِّ كانَ لَوْنُهُ أَخْضَرَا؟ أم إنَّهُ الزَّهْرَاءِ .. حالَةَ ما عَلَتْهُ=بِأَعوَجِيَّتِهَا الجُنُودُ فَعُصِّرا؟ أم إنَّهُ بالبَأْسِ حالَ بِشُبْهَةٍ=بينَ المَعاجِزِ والمُلَقَّبِ حَيْدَرَا؟ أم إنَّهُ رُكْنُ الوُجودِ مُحَمَّدٌ=وَسْطَ الوُحوشِ لِربِّهِ مُسْتَنْصِرا؟ في كُلِّ يَوْمٍ يُسْتَضَاءُ كَشَمْعَةٍ=ولَيُرتوى عَذْبًا بما هُوَ أَمْطَرَا وبِكُلِّ مَا ظَنَّ الخلودُ بَقَاءَهُ=هو أَطوَلَ الأشياءِ إذْ ما عَمَّرَا كانَ الإلَهُ على هوَاهُ مُخالِفًا=وأبو الأئمَّةِ باتَ عُمْرُهُ أكبرا!
Testing