تــعـب الـقـصيدُ تـفـجّعًا و
عـويـلاَ و مـدى مـصابك لـم يـزل
مجهولا
والـنائحون دمـوعهم نـضبت
ولـم تـنضب جـراحك حـرقة ً و
مـسيلا
للآن جسمك يا حسين على الثرى مـلقى ً و رأسـك لم يزل
محمولا
و نـيـاقهم بـالـسبي تـرقـل هــزّلا بــيـن الـمـدائـن بــكـرة ً
وأصـيـلا
ألـــفٌ وأربـعـمـائة ٍ مـــرّتْ
ومــا شـبـع الـطـغاة ُ ضـغـائنا و
ذحـولا
فـالأرض كـل الأرض تـشهد
أنـهم خـذلـوا الـسـماء و بـدلـوا
تـبـديلا
فسل ِالعراق هل استراحت
بعدهُ أم ظل حقد ( يزيدها ) موصولا
؟
فـكما خـرجتَ مـن الـمدينة
خائفا خـــرج الـعـراقـيون مــنـه
فـلـولا
وكـما حُـصرتَ بكربلائك
حوصروا لـيـواجـهـوا الـتـعـذيب
والـتـنـكيلا
و بـسهم ( حرملة ٍ ) قوافلُ
رضّعٍ عُـقـبـى رضـيـعِـك قُـتّـلوا
تـقـتيلا
وكـما فـررن نـساك لـمّا
أحـرقوا خـيـمـاتهن إلـــى الــعـراء
فـلـولا
فـنـساؤها مـنـها فــررن حـواسرا مــن نــار مــن لا يـهتدون
سـبيلا
شــعــبٌ يُــبـاد لأنـــه
مـتـمـسكٌ بـمـحمد ٍ لــم يــرض عـنـه
بـديلا
والـمـسـلمون يُـراوحـون
بـذلـهم و يــؤولــون خـنـوعـهم تــأويـلا
!
حـتـى أكـفـهم الـتـي نـزعـوا
بـها خُـمُـرَ الـنـسا لـمّـا وقـعتَ
جـديلا
مُــدت لـتنزع عـن نـسانا
سـترها ولـكـي تــذود عـن الـفضيلة
جـيلا
والـمـسـلمون يـراوحـون
بـذلـهم و يـــؤولــون خـنـوعـهـم
تــأويــلا
وبـقيد أسرى الطف هذا
المسجدُ الأقـصـى يـئـن بـأسـره ِ
مـكـبولا
خـمسون عـاما يـستغيث
ومـخلبا صـهيون تـشرب مـن دماه
سيولا
و حُـمـاتها بـالـشرق عـاثـوا
كـلـه لـيـؤمّـنوا فــي أرضـنـا
اسـرائـيلا
والـمـسـلون يــراوحـون
بـذلـهـم ويـــؤولــون خــنـوعـهـم
تــأويــلا
هــو طـفك الـدامي تـمادى
ويـلهُ فـطـغـى بــكـل بـلـيّـة ٍ
مـرحـولا
وسيوف من قتلوك تحتنك
المدى فــي كــل شـبر ٍ صـارما مـسلولا
أمـا سـيوفك يـاحسين فـقد
غفت مــا عــدن يـملأن الـفضاء
صـليلا
والـناهضون عـلى خـطاك
ترجلوا جــرعـوا بـــدل الـصـعـود
نــزولا
لا تـدفـنوا رأس الـحـسين دعـوه
ُ لـلـثوار مــا بـقـي الـزمـان
دلـيـلا
لا تـدفـنوهُ فـإن فـيض دمـائه
مـا زال عـــنــد عـــــدوه
مــطــلـولا