يــا عـيـنُ جــودي بـدمعٍ مـنك
مـنهمرِ عـلى نـبيِ الـهدى المبعوثِ من
مضرِ
خـيـرُ الأنــامِ و خـيـر الـرسـلِ
قـاطبةً و خـير عـمر الـعلا و الـقطب من
فهر
و أفضل الخلقِ و الأملاكِ من شهد ال لَّـــه الـعـظيم لــه بـالـجاه و
الـخـطر
و شـافع الناس و العاصين إن
حضروا يــوم الـقـيامة يـوم الـحشر و
الـنشر
يــوم بــه الـنـاس تـأتـي بـيـن
مـندفع مـن الـزحام كـموج الـبحر فـي
الـكبر
تــرى الأنــام فـراشـاً فــر مـن
لـهب أو كـالـجـراد لـــدى الـبـيـداء
مـنـتشر
هــذاك بـالـصالحات الـبـيض
مـبـتهجاً و ذاك يـحـمـل أثــقـالاً مـــن
الـــوزر
هـــذا بـــه بـهـجـة قــد راق
مـنـظره و آخـــر قـــد عـــلاه ســـوء
مـنـتظر
لا يـنـفـع الــمـال فــيـه لا بـنـون و
لا جــاه عـظـيم و لا عــالٍ مــن
الـقـدر
و لا أبٌ لا و لا أمٌّ و
صـــــاحـــــبــــة و لا أخٌ مــنــه تــرجـو خــيـر
مــدّخـر
إلا الــذي قـد أتـى بـالصالحات و
بـال خـيرات يـا صـاح خـذ ما شئت أو
فذر
فـــذاك قـــد ربــحـت مــنـه
تـجـارته و هــو الــذي فــاز بـالجنات و
الـبشر
فــي ذلــك الـيوم تـلقى خـير
مـستند و خـير مـن يـنقذ الـعاصين مـن
سقر
و شــافـع الــنـاس عــنـد الله
ربـهـم خــيـر الـنـبـيين طـــه خــيـرة
الـخـير
أكــرم بــه مــن عـظـيم مـا لـه
مـثلٌ و لا شــبـيـه يــدانـيـه مــــن
الـبـشـر
بـــه فـجـعـنا فـعـم الـحـزن
سـاحـتنا و اجـتـاح أفـراحـنا مــوج مــن
الـكدر
و يــثـرب هـرعـت مــن كــل
نـاحـية لـها ضـجيج يـحاكي الـرعد في
المطر
حـنّـت و أنّــت فـكـانت فـي فـواجعها مـن الأسـى زمـرة مـن أعـظم
الزمر
و بـادر الـناس فـي حـزنٍ و فـي
جزعٍ بـمـدمـعٍ ســـال مــثـل الـــدر
مـنـتثر
و صـــاح صـائـحهم مــن كــل نـاحـية تـعـلـوه لـوعـة أشـجـانٍ مــن الـذعـر
مــاذا دهـى الـناس بـل مـاذا
أصـابهم فـلاعـج الـحـزن لـم يـترك و لـم
يـذر
فـيـهم ســوى نـائـحٍ فــي إثــر
نـائحةٍ و هـولهم مثل هول الصور في
النشر
قـالوا: لـقد مـات خـير الـخلق
قاطبة و سـيد الـناس مـن بـدوٍ و مـن
حضر
خــيـر الـنـبـيين قـــد وافـــت
مـنـيته مـحـمـدٌ فـعـلـيه يــا سـمـا
انـفـطري
قد مات أفضل من صلّى و أفضل
من لـبّى و من طاف حول البيت و
الحجر
يــا أرض مـيـدي عـلى فـقدانه
أسـفاً فـحزنك الـيوم مـن بـعد الـنبي
حـري
يـا بـدرُ دُم فـي خسوفٍ فالنبي
قضى و قـد ثـوى في بطون الترب و
الحفر
يـا شـمسنا انـكسفي حـزناً
لـمصرعه و يـا كـواكب بـعد الـمصطفى
انـتثري
مـصـابكم آل بـيـت الـوحي لـيس
لـه حــــدٌّ فــيـدرك بـالـتـعداد و
الـحـصـر
صــلّـى عـلـيـك رســولَ الله
خـالـقُنا مــا زمـجـرت مــزن بـالـغيث
مـنهمر