أَقَامَتْ ليلَها والحزنُ طَفُّ=وماءُ الصَّبْرِ فيها لا يَجِفُّ تُوَدِّعُ قلبَها والرُّوحَ كيما=تعودَ إليهما لو غابَ طَرْفُ وتَنْسجُ مِنْ عباءتِها خِيامًا=لأيتامٍ تَظَلُّ بها وتَهْفُو وتنظرُ والحسينُ تراهُ يمضي=كحيدرةٍ فلا يَعْرُوْهُ خَوْفُ تراقبُهُ وعيناها تُعَزِّي=فُرَاتًا لم يُكرَّمْ فيهِ ضَيْفُ وَتَحْضنُهُ بقلبٍ مُطْمَئِنٍّ=لقربانٍ إلى الأعلى يُزَفُّ تُوَصّي الرّيحَ أَنْ تهدي سلامًا=لكفٍّ لَمْ تَزَلْ بالنَّهْرِ تَطْفُو وأُخْرَى فوقَ تلكَ الأرضِ تَبْقَى=تفيضُ بطهْرِها ليَحينَ حَتْفُ وتُخْبِرُهُ بزينبَ كيفَ ظلّتْ=وغابَ بظلِّها المذكورِ إِلْفُ وقامَتْ عندما رَحَلُوا جميعًا=تناجي ربَّها والنارُ عَصْفُ تذكّرُها بفاطمةٍ تنادي=وراءَ البابِ يا أنجاسُ كُفُّوا وتأتيها السّهامُ مُعَبَّآتٍ=بذكرِ المجتبَى والنَّعشُ نَزْفُ فتحملُ نَهْجَهُمْ دِرعًا لتحمي=خِمَارًا لا يَصحُّ عليهِ كَشْفُ وتمسحُ عنْ جفونِ اليُتْمِ دَمْعًا=تشظَّى فيهِ إرهابٌ وَحَيْفُ تُساقُ سَبِيَّةً، لكنْ بِعِزٍّ،=فَتَحْتَ خِمَارِها الأملاكُ صَفُّ تُعَلِّمُهُمْ شُمُوخًا حَيْدَرِيًّا=فيسكنُ في قلوبِ البَغْيِ وَجْفُ بلاغتُهُ تُوَضِّئُ مُقلتَيْها=فيَعْبقُ إنْ حَكَتْ نَحْوٌ وَصَرفُ وتنطقُ عنْ لسانِ الوَحْيِ ذِكْرًا=فَيُبْهَتُ شَامِتٌ أَعْمَاهُ زَيْفُ وترعبُهُ بقولِ اللهِ عَنْهُمْ=فَتَرْتَجِفُ المجالسُ والأَكُفُّ وَتُشْرِقُ رايةُ العبّاسِ فيها=فتُعْلِيها، وإنْ يشتدَّ عسفُ وترجعُ كي تُحَدِّثَ عَنْ شهيدٍ=مضى حُرًّا بعينِ اللهِ يَغْفُو وَعَنْ قمَرٍ أَصَابَتْهُ المنايا=بجلبِ الماءِ، والأرواحُ جُرْفُ ويَحْكِي زينُ آلِ البيتِ عَنْها=وعَنْ أمٍّ بها الأشعارُ تَقْفُو رسالةَ أَحْمَدٍ فيها أقامَتْ=فكانَ دليلَها، والوَحْيُ سيفُ فلمْ تَأْبَهْ لِظُلْمٍ أو جُحُودٍ=وظَلَّتْ والإباءُ بها يَحُفُّ تَحَارُ بها عقولٌ جامحاتٌ=ويَقْصُرُ عنْ بلوغِ الحَدِّ حَرْفُ ويُرْخِي الحُبْرُ بالأوراقِ نورًا=غَدَا عَنْ سِرِّ زينبَ يَسْتَشِفُّ بشوقٍ أكتبُ الكلماتِ فيها=ويُعْجِزُني عَنِ الإنصافِ وَصْفُ فما يُجْدِي مَعَ الحَوراءِ دَرْبٌ=سوى حُبِّ الوَصِيِّ وذاكَ عُرْفُ